بأسم رب الحسين

منى حبيب الرضوان

من حيث تبدأ الحرية بالانتشار لتصهر كل متجمد علي الحياة  من حقوق ، ومن تاريخ فصل بين العبودية والحرية وخلد مواسم الإباء والرفض للظلم ، من حيث ابتدأ الحسين تبدأ الحياة ....

منذٌ خروجه العظيم الذي هو وثيقة حرية لكل الأحرار في هذا العالم إلى يومنا هذا المثقل بالذل والانكسارات والهوان ، مازالت سياسة القمع قائمة ومازالت الحرية الكربلائية في قمة دفاعاتها لمواجهة الظلم والاستبداد وتتكرر الملاحم البطولية وتحضر كربلاء في كل مذبحة ضد الإنسانية .

كانت الأهداف الأموية مخططة ومنظمة وذات بعد سياسي من نوع ذو حدين إن لم تكن معي فأنت ضدي أو كن معي وإن نكلت بك اتبعني ... لذلك اعتمدت تلك المنهجية لبث ذرائعها للاستمرار في الوصاية على الناس ومد السلطة إلى أبعد مدى به يستطيعون القضاء على الدولة التي أسسها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم التي تم إعلان الخروج عليها منذ المؤتمر السقيفي ومن ثم تتابعت المؤتمرات التي تنص على إطفاء النور المحمدي بكافة السبل والذرائع .

لكن الذي لم يكن في حسبان تلك المؤسسة الأموية ومن تبعها أنهم أوجدوا كردة فعل  مقاومة من نوع آخر ، لها هدف واحد وهو مقاومة تلك النظم وتلك المنهجية التي تعتمد على استعباد البشر وتزوير التاريخ .

يقول الأديب المسيحي جورج جرداق :

* حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، وكانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضاً.

هذه واحدة من التراجم التي تحدد الأطر التي قامت عليها تلك الثورة ضد الحركة الأموية التي قادها يزيد رداً على مقاتل أشياخه ببدر وغيرها وماجرا عليهم من حسرات بعد تأسيس الدولة المحمدية .. وظهور منهج جديد يحمي البشرية من سياسات الإقطاعيين والرأسماليين ...

ومن الطبيعي إن تمتد تلك المقاومة رغم اختلاف الأنظمة والأزمنة لكن تتفق في القيمة الفكرية والثقافية التي اعتمدتها وستبقى مستمرة  رغم كل تلك النزعات الوحشية ومراهنات تجريد الإنسانية من قيمتها الوجودية .. وإن اختلفت صورها

أما المنظومة التي أتى بها لتلك الصحراء وكانت أزهاراً وأقمارا وشموساً مضيئة في تلك الحادثة كانت وماتزال معابر للخروج من الذل وقواميس لترجمة الحياة الكريمة ... وحين خاطب المهاتما غاندي شعبه ليحرك الحياة في عروقهم ابتدأ بالحسين وثورته كمثال أن إذا أرادوا الحياة والنصر فلهم في الحسين مثالاً متميزا حركيا باتجاه الحرية الأبدية المتكاملة الأهداف والسليمة النوايا ... جاعلاً العناصر الرئيسة للثورة الحسينية ومن مع الحسين داعم نفسي ومعنوي للارتقاء نحو الغاية التي يصبوا إليها هذا الزعيم الهندي الذي حقق نصرا وخلد في كتاب حياته ذكرى عطرة لسيد الأحرار وأعتمده كصاحب فضلٍ عليه استمد منه التوعية الأخلاقية والحنكة السياسية ..!

بأبي أنت وأمي ياحسين