فيديو المفحطين وعي متقدم للنقد أم هرطقة في عالم «Yout ube»

منير النمر

أطلعت على العمل الذي أخرجه "قروب الحزين" التابع للمفحطين، والذي نشره على الـ" Yout ube".. تناول الفيلم ما يتم نشره في وسائل الاعلام عن المفحطين، وبخاصة ما نشره الزميل جعفر الصفار في جريدة اليوم، وعلى غير المتوقع لم يلجأ الأخوة المفحطون إلى العبارات السلبية التي تصل لحد الشتم، وفي نظري نجحوا في توصيل رسالتهم إلى الإعلاميين، إذ قامت الزميلة "زينه علي" من جريدة شمس بتغطية موضوعية لما جاء في حيثيات الفيلم القصير الذي أخرج بطريقة جميلة، ولعل الأخوة المفحطين يجدون ذلك عونا لهم في توصيل أفكارهم التي يجب أن تؤخذ بعين الجدية، خاصة أن هذه الفئة تعتبر شريحة اجتماعية لها هواياتها التي احترمها شخصيا، بيد أني لا أجد أن من حقهم تطبيقها في ساحة المجتمع.

إن اعتراض المفحطين على ما ينشر إعلاميا عنهم، أو عن الصورة السلبية التي تتناولها وسائل الاعلام عنهم لم يمنعهم من تقديم نقدهم في شكل بناء وبوسيلة إعلامية جيدة، كما ان كتابات الزميل الصفار الخبرية أو التقارير التي قرأها المفحطون واعطتهم دافعا جميلا ليكي يدافعون عن أنفسهم لم تأتِ من فراغ اخترعه الصفار، فهناك وفيات بسبب التفحيط، وهناك حوادث قتل بسبب التفحيط، وهل يريد المفحط أن يتم تجاهل الوفيات الناجمة عن التفحيط والتي شهدتها المحافظة، ثم إن الصحافي ينشر الخبر بشكل موضوعي ولا يكون له رأي فيه، صحيح أن الخبر قد يكون مزعجا لهذا الطرف أو ذاك لكن المعيار الوحيد للخبر هو مصداقيته، وهو ما حاول المفحطون أن يطعنو فيه، بالرجوع لمعظم أخبار الزميل جعفر يظهر لنا أنه لم يأتِ بشيء غير موضوعي، فكل المعلومات منسوبه للمرور أو لشهود عيان تواجدوا في حفلات التفحيط، وقد راجعت أخبار عدة ورأيتها تسير بشكل مهني.. إذا أين مصداقية الاعتراض على الزميل الصفار؟

إن شباب التفحيط يجتمعون بالمئات في منطقة ما مثل حي الناصرة أو قرية الجارودية أوالعوامية التي رفضت تواجد التفحيط على أراضيها فطردت المفحطين منها عنوة... أو.. أو... إن "حفلات التفحيط" التي تقام في المناطق تشكل ضغطا على المجتمع، والأهم أنها تشكل قلقا وخوفا شديدا لقاطني المنازل التي تقام أمامها الحفلات التي يحضرها نحو 1500 متفرج، إذا ما المطلوب لعلاج هذه الظاهرة؟ في تصوري الحل ليس تقليديا، بل المطلوب هو توفير ساحات متخصصة للتفحيط والاعتراف به كنوع من الفن، ويجب على المفحط أن يتقبل هذا الاجراء، وأن ينخرط فيه ليصنف كلاعب يحترف هذه اللعبة الرياضية.