مابعد حضور الأميرة عادلة

 

غاية القانون ليس منع أو تقييد الحرية، بل حفظها وتوسيعها.

وهذا مايشكل اللبنة الأساس لتحديد معالم الهيكل الإنساني وهو إيجاد مناخ الحرية المتوافق مع الانتماء والنماء ، لم تكن الدول المتقدمة لتتقدم إلا بوجود هذا المناخ بكافة أسسه ومعطياته ، ولم تكن المراحل التنموية في كل القطاعات البنيوية لتسير حسب حاجة الإنسان والأوطان مزدهرة ونشطة إلا باتساع منهج الحرية الإنسانية.

 الحرية لم تقتصر على معانٍ محددة ولم تكن لتعني الخروج عن المألوف ولم تكن يوماً ما مصدر تخلف ، وهنا ماختلف فيه البعض وترتب عليه تدهور عام واضح حتى في مستويات التعاطي الحضاري مع التقنية ومستلزماتها وأدواتها.

بالأمس كان حضور الأميرة عادلة للمنطقة المهمومة بماضٍ مغيب وتراث مهمش وفكر يشق طريقه للنور وكأنها جزيرة في حمأة الشمس بكل أوجاع أهلها وطموح شبابها وإنتظارات أمهاتها وأراء وعادات وثقافات مرت عليها وعبادات صدحت في خلاياها ... كان الحضور يشكل ملامسة لوجع هذا المكان وأفراحه ومتاعبه وفي ذات الوقت هو استماع لصوت الحرية المخنوق في ذراتها وخزعبلات الانفلات التي باتت تشكل أسراب غربان فوضى حيث السلاح والتمرد على حضارة الألفة التي تزعزت في منطقة كان هم رجالاتها تعليم أبناءهم ورقيهم وشعائر دينية وفكرية حرة بموجب الميثاق السماوي ..!!

الأميرة عادلة ذات حضور اجتماعي مميز عدا ذلك تعتبر امرأة مناضلة للتغيير نحو الأفضل وتحرير الوطن من جموده الذي أصابه في عمق عصبه..وجاءت زيارتها في وقت كل البلاد بحاجة فيه للتواصل فكرياً واجتماعيا ووطنياً لسد الطرق على من يريدون تحويل الوطن إلى قطع بازل وتفكيك جسور التواصل بمختلف أشكاله .

الأماكن التي زارتها هي واجهة فكرية وإنسانية للمنطقة وليس كما تهاون البعض في مسمياتها وتسابق البعض الآخر في تحليلها ، وكلما كان الاقتراب من الخامة الثقافية والفكرية سلساً كلما زالت القشور المانعة للرؤية الحقيقة تلك الخامة وتجلت كل زواياها الهندسية وتشكلت معالمها واضحة جلية ،،

وهذا مايصبوا إليه كل مثقف في المنطقة لإيجاد سطر يٌدون عليه المنهج الثقافي الذي ولد وتنامى منذ عصور حتى يومنا هذا .. وفي الحقيقة نحنُ بحاجة ماسة لتلك الملامسة ، بعد كل ذلك التغييب الغير مبرر الذي أرهق الوطن .

يقول البير كامو :

لا تسر أمامي فقد لا أتبعك، ولا تسر خلفي فقد لا أقودك، بل سر بجانبي وكن صديقي.

وهذه المقولة تحدد الخارطة التي يمكن لها أن تؤدي إلى طريق التنمية والتواصل البنيوي الذي يكفل النماء بشكل يسير وخطى ثابتة بعيدا عن تشنجات الاختلافات القبلية والمذهبية والمناطقية وهذا مارغبت في الحديث عنه شكراً للأميرة عادلة التي لبت الدعوة وشكراً لكل من وجه الدعوة وقام عليها ...!