كتاب جديد للشيخ المصطفى يتناول دور الإعلام في بناء الأسرة

شبكة أم الحمام حبيب آل جميع

• الكتاب: الإعلام وبناء الأسرة.. رؤية قرآنية.
• الكاتب: الشيخ حسين المصطفى.
• الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة النشر والتوزيع؛ «بيروت؛ لبنان».
• عدد الصفحات: 185؛ قياس «14×21.5سم».
• سنة النشر: ط1، 1431ه‍ـ/ 2010م.

للإعلام دوره الكبير، والاستثنائي، في شحن عقل الإنسان السامع أو المشاهد بكل الأفكار التي قد تغير له مسار حياته من خلال تغييرها لتصوراته في الحياة.

ومن الثابت أنّ قدرة البشر على التمييز بين الجيد والرديء ليست قوية، كما أن قدرتهم على مناقشة الأفكار وتمحيصها أيضاً محدودة؛ ولذا فإن أي فكر أو نظام يحظى بدعاية مناسبة، ويتمكن من الوصول إلى آخرين، سيجد له أنصاراً ومؤيدين وأتباعاً.

ومن الثابت أن ثمة فجوة كبيرة تفصل بين المجتمع والنظام السياسي على مستوى الدخل والبنية الأساسية والعلم وأمور أخرى كثيرة، وتلك الفجوة الآخذة في الاتساع هي ترجمة دقيقة لتدني الإنتاجية في المجتمع؛ ففي العالم النامي يوجد الكثير من الجهد مع قليل من المهارة وقليل من الوسائل الجيدة، والنتيجة إنتاجية متواضعة للأفراد تترجم إلى إنتاجية متواضعة للأمة.

والناتج الأضعف في كل هذه المحصلة هو «الأسرة» بما تحتاجه من العديد من الحاجات العاطفية والنفسية، وهي سمة من سمات اللبنة الصالحة في التنشئة الأولى.

ولو نظرنا إلى القرآن الكريم لوجدناه كتاباً سماوياً إعلامياً، تفرد بطريقته في عرض الوقائع وتقرير الأحداث، فله أسلوب خاص في التربية والتعليم والتوجيه والإرشاد، حيث تميز الإعلام القرآني بالبيان المعجز، والتنوع في الأداء، والواقعية في الحوار، والتزام الصدق، والمواجهة الصريحة، والاهتمام بالسلوك، والشمول لمختلف القضايا، وتقديم الحقائق العلمية المسلَّم بها.

ثم إن الحديث الشريف لا يقل أهمية عن القرآن الكريم فيما يتعلق بالإعلام الإسلامي، فالرسول  يعتبر صاحب الرسالة الإعلامية العالمية الأولى، وهو النموذج المثالي المبلغ لها، وقد استخدم وسائل متعددة في الإعلام أهمها:

· المسجد: وهو يعتبر من أهم وسائل الإعلام الجمعي، وقد قام المسجد برسالته، وكان أعظم أجهزة الإعلام الإسلامي، وأكبر دليل على أنه أعظم مؤسسة إعلامية عرفها المسلمون، حرص الرسول الكريم على إقامة المسجد الأول في الإسلام في أول يوم وطئت فيه قدمه تراب المدينة المنورة.

· الخطبة: سواء كانت خطبة الجمعة أم العيدين أم الكسوفين أم الاستسقاء، وهي نوع من الاتصال الجمعي، اعتمد عليها الرسول  اعتماداً كبيراً في نشر تعاليم الإسلام، وفي الحث على عمل الخير والتحذير من عمل الشر، ولهذا فإن دراسة خطب النبي  تعتبر من الناحية الإعلامية من العناصر الهامة في نظرية الإعلام الإسلامي.

· فريضة الحج: وهي من الوسائل الإعلامية الخاصة بالإسلام، والتي لا تناظرها وسيلة أخرى، فالحج هو المؤتمر الإسلامي العالمي الأكبر، يلتقي فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها مع اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأقطارهم.

لهذا أصبح لزاماً على المسلمين أن يعملوا جاهدين بكل ما أوتوا من طاقات وقدرات على إيجاد إعلام إسلامي هادف يهتم بعدة أمور أهمها:

· بيان عقيدة التوحيد والعبودية الخالصة لله تعالى، وتعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه الكريمة الفاضلة، وتعريف الناس بها وحثهم على فعلها، ونشر الثقافة الإسلامية المؤسَّسة على القيم الدينية والنظم الإسلامية والمعارف العلمية، التي تلبي حاجات الناس واهتماماتهم والامتناع عن كل ما يمس الآداب العامة أو يوحي بالانحلال الخلقي، أو يرغّب في الجريمة والعنف، أو يثير الغرائز والشهوات.

· توجيه جميع مناشط الإنسان في حياته نحو الفوز برضوان الله تعالى على أساس ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ  [الأنعام: 162-163]، ومناشط الترفيه تعزز التوجه الإيماني إذا كانت في إطار المباح، واستحضر صاحبها النية الصالحة عند مباشرتها؛ وهذا يضفي على حياة المسلم نوعاً من الانسجام والتماسك، فلا يشعر بأي انفصام بين مناشط تحقيق الذات والحصول على النجاح والتفوق الشخصي، وبين مناشط النجاة في الآخرة.

وقد تضمن الكتاب بعد الإهداء والمقدمة، ثلاثة محاور، المحور الأول: تطرق فيه المؤلف إلى الأسس التربوية التي تسير بنا في خط الآفاق القرآنية؛ وتناول في المحور الثاني: مرتكزات الإعلام الرسالي؛ كما عالج في المحور الثالث إشكالية العلاقة بين المجالين التربوي والإعلامي.

وأصل هذه الكتاب بحث مقدم للملتقى القرآني الثامن الذي حمل عنوان «الإعلام والأسرة.. رؤية قرآنية»، وأقيم في قاعة الملك عبد الله في محافظة القطيف بتاريخ «28/8/1429هـ، الموافق 29/8/2008م».

جدير بالذكر أن الشيخ المصطفى يعد من الكتاب الباحثين والأساتذة البارزين في الحوزة العلمية في محافظة القطيف، وأصدر مجموعة من الكتب في شتى الميادين العلمية والثقافية، تربو على ثلاثين عنواناً، أهمها: موسوعة معالم فقه المناسك «خمسة مجلدات»، فلسفة الحج، فلسفة العبادات، أدب التعايش بين المذاهب، ثقافتنا الجنسية بين فيض الإسلام واستبداد العادات، مطارحات في الفكر «عدة أجزاء»، أضواء على معالم المدينة المنورة وتاريخها. ويعكف الشيخ المصطفى حالياً على الإعداد لإصدار كتاب من مجلدين في علوم الحديث.