تفجير الطاقات الفنية والإلكترونية

الأستاذ / ياسر محمد

يمتلك كل فرد طاقات كامنة بداخله ومواهب تمكنه من إحداث نقلة نسبية أو نوعية في بيئته الضيقة المتمثلة بالعائلة والأصدقاء أو محيط مجتمعه الذي يعيش و ينشط بداخله.

فكثير من الأفراد استطاعوا بهممهم وطاقاتهم وتحفيز ممن حولهم القفز على طاقات ظلت حبيسة ذوات أصحابها أو لم تطور من مستوى الكفاءة لديها، فانكفأت على نفسها وكانت جسراً للآخرين يعبرون عليها إلى ضفاف التقدم والإبداع.

وعلى الرغم من أن الشاب أو الفتاة مسئول بدرجة كبيرة لإبراز ما يمتلك من مهارات ومواهب وتقديمها كبرنامج وخدمات لمن هم بحاجة لها، إلا أن أي فرد ذو همة ورؤية بعيدة يتحمل أيضاً المسئولية في توجيه الطاقات التي من حوله ودفعها للانخراط في أنشطة بمقدورها استيعاب ذلك الشاب أو تلك الفتاة بما يحملون من أفكار جديدة لم يكتب لها التحليق في سماء الحياة العامة بسبب إعاقة القيود والنظرة التقليدية أو العرفية لها في المجتمع.

فمخطئ من يعتقد أن التطوير والإبداع والنشاط الاجتماعي لا يتأتى إلا من خلال إقامة البرامج والمشاريع على أرض الواقع، كالندوات والاحتفالات الدينية وغيرها من الأنشطة المعتادة في العمل الديني والاجتماعي.

ومع التطور التكنولوجي والثورة الرقمية أصبح بمقدور الجيل الناشئ  فضلاً عمن تقدمهم من الجيل الشاب -ممن يقضون الساعات على أجهزة الحاسب الآلي- إحداث ثورة تغييريه على مستوى المفاهيم والأفكار حول العالم بطرق حضارية أكثر تأثيراً ومنافسة لما هو معمول به في المجتمعات الأخرى.

ولو أحصينا كم من أبنائنا يجيدون استخدام برامج التصميم والمونتاج والصوت والرسم الثلاثي الأبعاد وكم منهم يحترف التعامل مع التقنيات الحديثة العالمية كاليوتيوب والفيس بوك والتويتر وسكاي بي وغيرها من الخدمات التفاعلية بين شعوب العالم، لرأينا في المجتمع الواحد الآلاف من هذه الطاقات المهدورة أو التائهة في العالم الإلكتروني دون هدفيه أو رسالة حقيقية.

فهل من الصعب العمل على دمج بعض هذه الكفاءات لتوجيهها للعمل المشترك مع بعضها البعض؟
من السهل بمكان دفع المبتدئون وأصحاب الطاقات الدفينة إلى دورات تدريبية تطور مستوى العمل لديهم وتنقلهم إلى مرحلة العمل الفعلي عن طريق أعمال موجهة تحمل رسائل للمحيط الداخلي والخارجي وتجعل من المجتمع يتفاعل مع الرسالة المنقولة فنياً وتقنياً ، فأحياناً يحتاج الفكر إلى أن يتمازج مع التقنية ليصبح أكثر تأثيراً.

فبإمكان عبارات أو كلمات أن تترجم بشكل فلاشات مرئية سريعة أو مشاهد تمثيلية صامتة في ثواني أو دقائق قصيرة جداً توصل رسالة مؤثرة جداً عبر قناة فضائية أو مقطع يوتيوب. إذ سيعمل الفكر إلى جانب التقنية، حيث يتمكن ذلك الشاب وباحترافية من عمل المونتاج يشاركه المصمم والمهندس الصوتي والإعلامي الصغير الذي ينشط بالنشر هنا وهناك فيكونون بانوراما فنية – فكرية مشتركة.

إن العديد من الطاقات تحتاج لمن يساندها ويوجهها ويكون إلى جنبها في عصر أصبحت فيه الصور والمشاهد المرئية واللوحات الفنية رسائل تتخطى الحدود السيادية لجميع الدول.

فما يلزم التوجه إليه استثارة كوامن من هم حولنا وتقديم كامل الدعم لهم لإبراز هذه الطاقات من أجل خدمة مجتمعهم وإشاعة مفاهيمه كنماذج إصلاحية لمن ينظرون إلينا، وفي ذات الوقت الرقي بأنفسهم لتسنم زمام المبادرة والعمل الهادف الذي يحقق التكامل مع ما هو موجود من مشاريع على أرض الواقع ومساندتها في الجوانب الفنية والإعلامية كلٌ ودوره المتخصص.