الردود المسيئة

حسن عبدالوهاب السالم

ثورة الإتصالات من أهم الاكتشافات التي خدمت الإنسانية بشكل كبير ولها تأثيرها السياسي والاجتماعي على حياة البشر وهي وسيلة لا يستغني عنها الإنسان وأصبحت ركيزة أساسية ترتكز عليها كثير من الشعوب والدول بأكملها في التواصل بين العالم وهناك الوسائل المختلفة والكثيرة جداً في الإتصال التي هي في متناول الجميع كالتلفون والانترنت ..

وعند تركيز الحديث على الجانب المتعلق بالشبكة العنكبوتيه (الإنترنت) هذه الوسيلة التي تتكون من مجموعة من الأجهزة الحاسوبية الضخمة في عددها والذي يخدم في وقتنا الحالي كما أظهرت بعض الدراسات أكثر من 300 مليون شخص حول العالم وكما بينت بعض الدراسات أن نمو المستخدمين للانترنت يصل إلى مئة% سنوياً وهذا يدل على أهمية هذه الشبكة العنكبوتية في وقتنا الراهن وأصبح من أهم وسائل الإتصال في ثورة الإتصالات ويعتمد عليها كثيراً منا في حياة اليومية ..

يختلف استخدام هذه الوسيلة من شخص إلى آخر فلكل شخص ميوله وتوجهاته أثناء تصفح الإنترنت فهناك ميول تجارية – ثقافية – أدبية – سياسية – اجتماعية – التواصل مع الأصدقاء والتعارف على أصدقاء جدد .

وهنا نجد أن هناك تنوع كثير في ما تعرضه المواقع الإلكترونية على الشبكة لكي ترضي جميع الفئات فهناك الشبكات المتخصصة بالسياسية فقط وهناك شبكات متنوعة تنشر العديد من المقالات وتتفاوت الشبكات في طريقة النشر فمنهم لا ينشر إلا ما يستحق النشر ومنهم تنشر كل شيء أيا كانت نتائجه .

وبناء عليه تتفاوت ردود الفعل من قبل المتصفحين لهذه الشبكة فمنهم من يكون له مشاركات وهناك المعارض والمؤيد لما ورد في الخبر الفلاني أو المقاله الفلانية .

ولكن للأسف الشديد حينما تدخل على بعض المواضيع العامة قل مانرى الردود المتزنة العقلانية التي تخدم هذا الموضوع وذاك فلا يخلو الأمر من بعض الردود المسيئة للكاتب أو الشخص الذي كتبت عنه المقال أيا كانت مرتبته الاجتماعية أو العلمية فغالبيتها ردود لا تنم عن أخلاق رفيعة بل تنم عن جهل مركب لا يقبل بالإختلاف في الآراء بل نرى تهجم على صاحب المقال في أخلاقة وتربيته ودينه أو حتى في شرفه وقد يربط مذهب أو دين هذا الرجل بمقالة لا دخل لها بذلك على الإطلاق وللأسف بإن البعض يجهل ما قد يأثر هذا الأمر على نفسية الكاتب أو حتى القارئ البسيط يجب علينا أن نكون أكثر وعياً حينما نود أن نعلق ونحترم أفكارنا وأفكار من يختلفون معنا ولا ننجرف خلف المهاترات التي لا يحث عليها الدين والعقل .

ربما البعض منهم لايملك فن النقد البناء في بعض مايكتب أو يجهل كيف يتعامل مع من يختلف معه وهذا الأمر أعتقد أنه السبب الرئيسي لوجود مثل هذه الردود .

عزيزي القارئ الناقد


إذا كنت من فئة الجاهلين بفن النقد البناء الذي يخدم الكاتب والمقال يجب أن لا تخجل من ذلك وتحاول تغيير سلوكك ، بل من المعيب أن تستمر في جهلك .

يمكنك أن تثقف نفسك في الإطلاع على بعض الكتب وإذا كنت لست من هواة قراءة الكتب فيمكنك فقط متابعة بعض المقالات المنتشرة في الشبكة العنكبوتية التي تهتم بفنون النقد وأداب الحوار وإذا كنت لا تريد لا هذا ولا ذاك فيمكنك المتابعة بإنصات بدون أن تنجرف وراء الردود المسيئة ومثل هذه الردود تشوه سمعة مجتمعك قبل أن تشوه سمعتك وكيف لها أن تشوه سمعتك وأن تدخل بإسم مستعار لا يمكن لأحد أن يعرفك ولكن فلتعلم بإن هناك من يرى ويطلع على كل شيء ويحاسب كل من يسيء بغير وجه حق فلذا يجب علينا أن نتمسك بالأخلاق الإسلامية الأصيلة التي تحث على أن نحسن التعامل مع من يختلفون معنا فكرياً وعقائدياً ودينياً فذلك الأسلوب الأمثل الذي كان يتبعه الرسول صلى الله عليه وآله.