في رحابِ "البنفسج”حيث يعزفُ القلب لحنَ العشق الأبدي.

إذا غاب ”البنفسج“ عن عيوني.. فكل الكون في نظري غريبُ

زرعت هواه في سويداءِ قلبي.. فأوراق حبًّا ما لهُ غروبُ 

في ليلةٍ سكنَها الشوقُ.. توشحت الذاكرةُ بألوان ”البنفسج“.. استيقظَ في القلبِ حنينٌ عارم لكيان ليس مجردَ نادٍ.. بل هو نبضُ الروحِ وسرُّ الوجود.

هنا.. حيثُ يعزفُ القلبُ ألحانَ الولاءِ الأبديّ.. وتترقرقُ الدموعُ اشتياقًا لقمصانٍ ارتوتْ عرقًا.. وتوشّحتْ مجدًا.. أُسطّرُ حكايةَ عشق أزليٍّ ”للبنفسج“.

في أعماقِ الروحِ.. حيثُ يتجلّى الجمالُ في أبهى صورهِ.. وحيثُ يتّحدُ النبضُ بالولاءِ.. يولدُ عشقٌ سامٍ.. عشقٌ ليس كمثلهِ عشق.. إنهُ حبٌّ لنادي ”البنفسج“.. لا يعرفُ حدودًا ولا يحدهُ زمان.

أيها السادةُ.. يا عشاقَ هذا الكيان الشامخ.. دعوني أُشارككم رحلةً عبرَ صفحاتِ قلبٍ متيّم.. قلبٍ رأى في ألوان ”البنفسج“ قصةَ عشقٍ أزلية.. وفي شعارِهِ رمزًا للفخرِ والعزِّ.

إنَّ حبَّنا لهذا النادي ليس مجردَ انتماءٍ عابرٍ.. أو تشجيعٍ موسميٍّ.. بل هو جذورٌ ضاربةٌ في أعماقِ وجدانِنا.. وشلالُ مشاعرٍ يتدفقُ في شرايينِ أيامِنا.

هو اللغةُ السرمديةُ التي نتحدثُ بها في صمتِنا.. والنغمةُ العذبةُ التي تترددُ في حناجرِ هتافاتِنا.

”بنفسجُ“ المجدِ رايتُنا ترفرفُ

وفي ساحِ الوغى اسمُهُ يُعرفُ..

لقد كان ”البنفسج“ لنا النورَ الذي أضاءَ لياليَ الفرحِ.. والبلسمَ الذي شفى جراحَ الخيبةِ.. والرفيقَ الصادقَ الذي تقاسمَ معنا لحظاتِ الانتصارِ والانكسارِ.

هو الحكايةُ التي نرويها لأبنائِنا بفخرٍ.. والإرثُ الذي نُورثهُ لأجيالِنا القادمةِ بعز وفخر.

وإنني إذ أستحضرُ كلماتٍ قيلت في وصفِ لوعةِ المحبِّ.. أجدُ فيها صدىً عميقًا لما يختلجُ في صدورِنا من مشاعرَ تجاهِ هذا العشقِ الفريد:

"قريب ولكن بيننا البعد شاسعُ

كحامل ماءٍ ظامئًا يقتله الظمُ"

أتذكرُ تمامًا تلكَ اللياليَ التي شعرتُ فيها بهذا البعدِ الشاسعِ.. حينَ كانَ النصرُ قريبًا لكنَّ يدَ القدرِ تأبى أن تمنحَهُ لنا.

يا لهُ من ألمٍ يسكنُ قلوبَنا ونحنُ نرى ”البنفسج“ يُقاتلُ ببسالةٍ.. لكنَّ الحظَّ يعاندهُ..!! إنهُ الإحساسُ بالعجزِ.. كمن يحملُ الماءَ وهو يموتُ عطشًا.. صورةٌ تختزلُ مرارةَ لحظاتِ الخيبةِ التي تقاسمناها سويًا.

ولكن سرعانَ ما يتبدّدُ هذا الألمُ حينَ يُعانقُ ”البنفسج“ المجدَ.. وحينَ تهتزُّ المدرجاتُ بأصواتِنا الهادرةِ أحتفاء با أنتصاراته.

في تلكَ اللحظاتِ.. نشعرُ بأننا جزءٌ من هذا الكيانِ العظيمِ.. وأنَّ نبضاتِ قلوبِنا تتناغمُ مع دقاتِ أقدامِ اللاعبين على أرضِ الملعب.. وتلكَ الفرحةُ الغامرةُ تغسلُ كلَّ أوجاعِ الماضي.

وكمْ هي عذبةٌ تلكَ المناجاةُ التي يهمسُ بها المحبُّ لمحبوبه.. والتي أجدُ فيها شيئًا من وصفِ تعلقِنا بنادينا:

"يا بدرَ التِّمِّ حازَ كلَّ كمالِ

ويا غصنَ البانِ مالَ واعتدل"

”البنفسجُ“ في أعينِنا هو البدرُ الذي يُنيرُ سماءَ شغفِنا.. وكمْ سهرتْ أعينُنا ترقُبُ تألّقَهُ..!! وهو الغصنُ الأنيقُ الذي يتمايلُ فخرًا بانتصاراته.. وتُغرّدُ على أغصانِهِ أهازيجُ الفرحِ التي نُطلقها من أعماقِ قلوبِنا.

جمالهُ يسحرُ عيونَنا.. وأداؤهُ يُبهجُ أرواحَنا.. وكأنهُ الحبيبُ الذي لا نملُّ من النظرِ إليهِ.

وإنْ قارنوا بينَ اكتمالِ البدرِ وجمالِهِ الدائمِ.. فإننا نرى في ”البنفسج“ قمرًا لا يعرفُ الأفولَ.. وشمسًا تُشرقُ في سماءِ قلوبِنا كلَّ يومٍ.

"فالبدرُ يتمُّ في كلِّ شهرٍ مرةً

ووجهُ حبيبي كلَّ يومٍ يتمُّ"

هكذا هو ”البنفسج“ في نظرِ عشاقِهِ.. دائمُ التألُّقِ.. مُستمرُّ العطاءِ.. لا يعرفُ النقصانَ ولا الذبولَ. هو الجمالُ السرمديُّ الذي لا يَخبو بريقهُ في أعينِنا.

وقد يبدو جنونًا أن نُعلنَها صراحةً.. نحنُ القتلى بهوى ”البنفسج“.. وراضونَ بهذا القتلِ..!! وقد يستغربُ البعضُ هذا العشقَ الذي يتجاوزُ حدودَ المنطق.. لكنهُ العشقُ الذي يُغيّرُ المقاييسَ ويقلبُ المفاهيمَ.

"قتيلُهُ في الهوى يرضى بقاتلهِ

ودائِرُ الموتِ في الأحبابِ مُستدارُ"

نعم.. قد نُعاني ونحنُ نشاهدُ فريقَنا يتعرض للخسارةِ.. وقد نتألمُ لغيابِ البطولاتِ.. لكن هذا الألمَ هو جزءٌ من لذةِ العشق..

وهو الوقودُ الذي يُشعلُ فينا جذوةَ الأملِ للمستقبلِ.

إنَّها دائرةُ الحبِّ التي لا تنتهي.. حيثُ الألمُ والفرحُ يتناوبان.. لكنَّ العشقَ يبقى ثابتًا.

وإنْ كانَ قتلُ النفوسِ مُحرّمًا.. فإنَّ القتلَ في سبيلِ هذا العشقِ يصبحُ ضربًا من ضروبِ الفداءِ.. ونوعًا من أنواعِ التضحيةِ التي لا نترددُ في بذلها.

"حرامٌ قتلُ الأنفسِ بغيرِ حقٍّ

ولكنَّ قتلَ العاشقينَ حلالُ"

هكذا هو حبُّنا لـ ”البنفسج“.. حبٌّ يلامسُ شغافَ القلوبِ.. ويتجاوزُ حدودَ العقلِ.. ويُعبّرُ عن أصدق المشاعرِ وأعمق الأحاسيسِ. إنهُ العشقُ الذي نستلذُّ بتعذيبهِ ونفديهِ بأرواحِنا.

وبعدَ هذهِ الجولةِ في بساتين هذا العشق العظيم.. وبعدَ أن استشعرنا معًا لوعةَ الانتماءِ وجمالَ الولاءِ.. ندركُ لماذا سيبقى حبُّنا ”للبنفسج“ حيًّا في قلوبِنا.. وخالدًا في ذاكرتِنا.

إنهُ الحبُّ الذي نُورثهُ جيلًا بعدَ جيل.. والشعلةُ التي نُضيءُ بها دروبَ حياتِنا.

فليشهدَ التاريخُ على هذا العشق الأزليّ.. وليبقَ ”البنفسج“ نبضًا في قلوبِنا.. وتاجًا على رؤوسِنا إلى أبدِ الآبدين.

أيها العشاقُ.. يا من تتقاسمونَ معي هذا الشغفَ المجنونَ ”با لبنفسج“.. ألا ترونَ معي كيفَ استطاعَ هذا الكيانُ الشامخ أن يأسِرَ أرواحَنا.. ويُسيطرَ على قلوبِنا..؟؟

ألا تشعرونَ بتلكَ الرجفةِ التي تسري في أوصالِكم كلما ذكرَ اسمُهُ.. وبتلكَ الدمعةِ التي تترقرقُ في أعينِكم حينَ يحققُ الانتصارَ أو يتعرّضُ للخسارةِ..؟؟

إنَّهُ ليس مجردَ نادٍ رياضيّ.. بل هو وطنٌ صغيرٌ يسكنُ في أعماقِنا.. وهو عائلةٌ كبيرةٌ تجمعُنا على الحبِّ والولاءِ. هو قصةُ كفاحٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ رجال.. نرويها بفخرٍ ونُورثها لأجيالِنا القادمةِ.

فلتدمعْ العيونُ شوقًا وحنينًا لهذا العشقِ الأبديّ.. ولتبقى قلوبُنا خافقةً باسمِ ”البنفسج“ إلى آخرِ نبضةٍ فيها.

ويا ليتَ هذهِ الكلماتُ تكونُ شرارةً تُشعلُ في قلوبِ كلِّ محبٍّ جذوةَ هذا الولاءِ السرمديّ.. وليبقَ ”البنفسج“ شامخًا عزيزًا.. يُسعدُ قلوبَ عشاقِهِ جيلًا بعدَ جيل.

كأنَّ ”البنفسجَ“ الروحُ التي تسري..

ففي بُعدِهِ عذابٌ ليسَ يُوصَفُ

عشقناهُ صغيرًا ثمَّ شابَ بنا..

وهذا الحبُّ في الأعماقِ يُرْسَفُ

سيبقى في حنايانا نشيدًا..

بهِ الأفراحُ والأتراحُ تُعزَفُ

عاشَ ”البنفسج“.. وعاشَ عشاقه إلى الأبد.

رئيس مجلس إدارة نادي الإبتسام بأم الحمام