كُفُّوا.. فمجتمعنا لا يرتضي نهج الخنوع

السيد ماجد السادة

قال تعالى في كتابه الكريم ﴿ وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ 113/هود .

إن أدنى ميل وركون إلى الظالم ممقوت في شريعة أهل البيت عليهم السلام ، ولا تتوهم أن ذلك سيرد لك حقوقك بل العكس ، فلأنك ملت وركنت إلى الظالم فالنصر لن يكتبه الله لك (ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) لان ذلك خلاف النواميس والسنن الإلهية .

أيها السادة إلى أين تأخذون بنا

     ألا تقرؤون في ذلك إذلالا لمجتمعكم الذي أولاكم ثقته مطمئنا إلى مقاصدكم ، هل من إنصافكم بحق مجتمعكم أن تكرموا من حكم بقتل احد أبنائه ظلما وعدوانا، ونصب للمجتمع والتشيع العداوة والبغضاء ؟.
     هل حضوركم التكريم إلا رسالة للظالم أن أمعن الظلم فينا فلن تجد منا مقاومة، بل لن تجد إلا تكريما على سجل الظلم والقهر ؟
     هل وقوفكم أمام سلطان جائر تلقون كلمة الإطراء والتمجيد باسم أهلكم ومجتمعكم كما لو أنكم تصفون دولة أمير المؤمنين عليه السلام في العدل ، هل في ذلك إنصاف واحترام لمشاعر مجتمعكم في الوقت الذي لا زالت مساجدنا في الخبر وغيرها تمنع وتغلق ؟

     هل من احترام الذات وإنصاف المجتمع والدين أن تقيم مأدبة على شرف من للتو قد فرغ من محاضرة يشتم فيها ويهين معتقدات مجتمعك ؟
 
   إلى أين تريدون أن تذهبوا بنا أيها السادة، كُفُّوا.. فمجتمعنا لا يرتضي نهج الخنوع والإذلال هذا، فلو كانت هناك ذرة من الاستشعار والتلمس لأحاسيس مجتمعكم لكففتم عن هذا النهج المذل وعن هذا السلوك الخانع.
     اشهد أنكم معذورون فانتم نخبة استعلت ، لم تعد تتلمس آلام مجتمعها بل أخذت لنفسها مكانا عليا ، استعلت به على جراح مجتمعها وآلامه فما عادت تكترث لصيحاته ولا تهتز لنداءاته ، وإلا فالشخصيات التي تحترم نفسها ومجتمعها سوف تستوقفها تلك الاحتجاجات والصيحات لتراجع نفسها وتتوقف عن هرولتها العمياء تجاوبا واحتراما لرأي شارعها وأحاسيسه .

أيها السادة

إن الثورة العارمة والبركان الهائج من المواقف تجاه حفل التكريم المشؤوم ، هو عبارة عن استفتاء عام أبدى فيه المجتمع رأيه وموقفه وبكل وضوح تجاه نهج الخنوع والإذلال .
    هذا النهج الذي لم يعد يحتكم إلى قيم ومبادئ بمقدار ما توجهه المصالح الضيقة ، بل لم يعد يأبه بها فلا حدود لهرولته سوى مجموعة مصالح واهمة ، هذا النهج ليبرالي في حقيقته وجوهره وان تأسلم في عنوانه ، فهو لا يرى مبادئ دائمة وثابتة بل مصالح دائمة ، الأمر الذي يجعله يتوسل أي طريقة لتحقيق أهدافه ولو كان على حساب قيمه ومبادئه .

إنه برغم ما سطره التاريخ الشيعي السياسي من رفض للظالم أو حتى التعاطي معه ، يأتي من يميع هذا التاريخ المقاوم ليصبح تاريخ وئام وتعايش مع الظلم والظالم ، لذا وبمسوغاته الميكيافلية حيث الغاية تبرر الوسيلة صار إسباغ الألقاب والإطراء والمديح والمباركة والمعايدة وسائل لاسترداد الحقوق ، فإذا بهم لم يخرجوا ولا بظفر دجاجة من الحقوق ، كما أنبأهم بذلك الإمام الشيرازي قدس سره من قبل .

     أيها السادة تلمسوا رأي مجتمعكم وأحاسيسه إذا أردتم أن تكونوا عنوانا حقيقيا للناس وآلامهم وآمالهم ، وإلا فأنتم عنوان زائف لا يحكي آمالنا وآلامنا ، وستكونون في مصاف من يتاجرون بآلام مجتمعهم وظلاماته .
كُفُّوا عن هذا النهج المذل فمجتمعنا لا يرتضي نهج الخنوع

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
منصور المرهون
[ القطيف - أم الحمام ]: 12 / 6 / 2010م - 8:22 م
عطاك الله العافية ..هذا هو الضمير الابي .
2
ابوصادق
[ ام الحمام - القطيف ]: 14 / 6 / 2010م - 11:04 ص
لقد وضعو على اعينهم غشواة اصبحو لا يسمعون الى مجتمعهم بل يتشدقون بسراب وبصطلحات واهية .المواطنة والتعايش والشراكة على حساب الكرامة والتمسك بالخنوع
شكرا سيد على هذا المقال ويجب على المشايخ اخراج بيان ينتقدون فية مايحصل هذه الايام مثل التكريم المذل للقاضيين /وكدلكزيارة هذا الناصبي