الوعد والاتفاق

يعتبر الوعد والاتفاق من الأمور المهمة التي تجعل العلاقة متماسكة وتدوم لفترة طويلة بل أفضل من الدخول في حالة الالتفاف والدوران، لأن مثل هذه الأنواع من الحالات السلبية تعمل على تخريب كل علاقة وتثير خلافات بين الطرفين المحبين.

معنى الوعد هو: نوع من أنواع الاتفاقيات الذي يتم فيه عقد صفقة بين شخصين، ويقوم فيها الطرف الأول بتلبية خدمة أو إعطاء هدية طيبة للآخر في فترة معينة في المستقبل.

ومعنى الاتفاق هو: تحقيق التفاهم والمودة بين الطرفات اللذان دخلا في علاقة إنسانية مبنية على الحب والاحترام دون الدخول في حالة الالتفاف والدوران بل من خلال اتباع مبدأ الاستقامة.

والرجل الطيب ذو الشخصية القوية والجميلة إذا وعد لا يخلف الوعد، لأن إذا تم تخريب الاتفاق يؤدي ذلك الأمر لجعل الرجل يضع نفسه في خانة التشكيك والأذى، وزيادة على ذلك يدخل في خانة عدم الثقة به.

نحن كبشر بحاجة للتعود والتعلم ممارسة هذا التصرفات والسلوكيات المحببة التي تخلق بين كل طرف راحة بعيدا عن الإحساس بالاحباط والعصبية التي تسعى لجعل كل طرف متباعد وغير مطمئن.

وما أجمل أن تهدي إنسان معين هذه الهدية التي تشمل الاتفاق والوعد فذلك يعتبر شيء كبير ويبقى مدفونا في قلوب الأشخاص المحيطين بنا، وبهذا تتقارب الأمزجة والنفوس الطيبة مع بعضها البعض.

وأحيانا من الممكن أن الأمزجة لا تتقارب بسبب سوء الفهم والظن بين الطرفان، كأن يرى طرف عيب معين في شخص آخر والإنسان بطبيعته لا يستوفي الكمال، لذا يجب الابتعاد عن البحث عن كل ما هو سلبي في الشخصية الأخرى، إضافة إلى ذلك من الأفضل التركيز على الإيجابيات التي لدى الفرد الآخر.

صدقني يا عزيزي القارئ عندما تفعل كل هذه الأمور الجميلة ستلقى ما يسعدك من مختلف النواحي، ومع مرور الوقت سترى الآخرين يردون لك الجميل ويبدؤون يحبونك بشكل كبير، لذا بادر في في تعديل التصرفات السلبية حتى تكن لك بصمة طيبة.

- وفي هذا الجزء النصي سنذكر مثال على تكوين الوعد والاتفاق بشكل صحيح عند لحظة بناء الصداقات:

إن الصداقة الحقيقية بشكل عام هي التي تتمحور حول الحب والإخلاص والاحترام، وأحيانا تبادل الأسرار والكلمات الحلوة، ولكن من جانب آخر هناك ما يسمى بالصداقة التي تدور حول المصلحة والغدر، خاصة لو كانت في مجال المال أو الجمال أو الشهوة المبنية على التفكير في المظهر الخارجي الخاص بالطرف الآخر دون إظهار مشاعر حقيقية مع ذلك الإنسان.

هذه العينة تصنف من العلاقات السامة، لأن لديها أهمية في تحقيق المصلحة الشخصية فقط دون مراعاة لمشاعر الطرف التي دخلت معه في علاقة، وهذا النوع من الصداقات يدخل في حالة الالتفاف والدوران غير المنتهي لأن كل شخص في هذه العلاقة سيبحث عن مصلحة ومع مرور الوقت والأيام سيكتشف الطرف الأول أو الطرف الثاني أن الصداقة مبنية في نهاية المطاف على نوع المصلحة والغدر.

وترى هؤلاء في نهاية المطاف يميلون للتفكير في الغدر بعد أن تم اكتشاف ذلك الإنسان الذي يريد فقط إشباع الشهوة الخاصة به دون وجود مشاعر إيجابية بل تكون المشاعر الإيجابية في هذا النوع من الصداقات جافة وقليلة جدا، ومعرضة كذلك لسلوك الاستفزاز والإيذاء النفسي، وبعد مرور الأيام والوقت سيتم اكتشاف كل هذه الأمور.

وأحيانا ترى هؤلاء إذا وجدوا شخص آخر جديد لديه مغريات أو مظهر جميل يبادرون في الابتعاد عن الطرف القديم الذي لا يلبي احتياجتهم وخدماتهم التي تدخل في مسار المصلحة والشهوة بعيدا عن الوعود والاتفاقات، ومن هذه الناحية تعرف أن مثل هذه العينة يجب أن تبعدها عن حياتك قبل أن تتعمق معها ثم بعد ذلك تشعر بالعصبية والانفعال والارتباك النفسي.

ختاما، بالنسبة للصداقة المبنية على الاحترام والتماسك الذي لا يوجد به المصالح والشهوات؛ ستبقى هذه الصداقة مستمرة لفترة طويلة من الزمن وهذا بسبب اتباع مبدأ الاستقامة منذ اللحظة الأولى من اللقاء في مكان محدد، لذلك يفضل معرفة شخصية الآخر جيدا قبل الدخول معه في العمق؛ حتى لا يتم في نهاية المطاف الميل للشعور بالاحباط والخسارة التي ينتج عنها القلق والخوف والصدمة النفسية.