إحداث تغيرات إيجابية في لحظة تضارب المصالح

العنصرية الخفية: هي التي تجعل فئة من الناس تعلن إلتزامهم بالتسامح والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية السامية وغيرها من مبادئ أخرى، ولكن في حقيقة الأمر يحملون في داخلهم النفاق والحقد، وهذا النوع من العنصرية لا يكون كالنوع الذي يكون بشكل معلن «الكراهية المعلنة - ردود أفعال مباشرة وعنيفة»، على سبيل المثال «العنصرية الخفية»: أشخاص يدعون إنهم يحبون أن يخدمون الفرد والمجتمع ولكن في الحقيقة لا يحملون أي ذرة حب في داخلهم بل يسعون لخدمة المجتمع من أجل الحفاظ على مكانة أو مصالح شخصية معينة.

وهناك مثال آخر «للعنصرية الخفية»: وهو وجود فئات معينة تدعي التزامها بالسلوكيات والأخلاق الحميدة، من خلال طرح آراء وأفكار تتمحور حول الحب والمساعدة والعطاء، والدفاع عن قيم التسامح والحرية الشخصية التي تكون بالقيود، وغيرها من أمور تصب في خدمة الفرد والمجتمع، هم الحقيقة لا يحملون أي ذرة حب بل يكرهون من حولهم.

إن العنصرية الخفية تشكل خطرا كبيرا على التماسك الاجتماعي نظرا لوجود حالة نفاق شديدة تعمل على توسيع دائرة الحفاظ على المصالح الشخصية فقط «من دون خدمة المصلحة الاجتماعية» بالطريقة التي تتوافق مع القيم والمبادئ التي تحث الإنسان على ترك الممارسات الخاطئة التي تهدف لتأسيس حالة الخوف والاضطراب والقلق النفسي، وذلك بسبب عدم وجود حالة التوازن والاعتدال في تكوين المصالح.

وبالتالي فإن القدرة على المواجهة والصمود بوجه الضغوطات الاجتماعية في لحظة تضارب المصالح الشخصية بين مختلف الشرائح البشرية عنصر أساسي لاستكمال المهمة والعوائق التي تضع حاجزا أمام تحمل الصعوبات، والاختلافات الأخرى، وأيضا تنمية مهارة إجراء النقاشات لإحداث تغيرات إيجابية بالبيئة الاجتماعية بمعنى آخر توسيع الثقافات الإيجابية عوضا من نشر الثقافات ”المريضة“ على نطاق واسع والتي تؤدي لتحريك نوزاع النفاق، مما يشكل منعطف خطير جدا على فترة الحاضر والمستقبل «السنوات المقبلة».

بالإضافة إلى ذلك، امتلاك القدرة على تحمل ردود الأفعال الخفية التي تهدف لإثارة المعارك الخفية الساعية لتدمير خطط التحالف الاجتماعي وذلك عن طريق شن هجمات غير مباشرة، فمن هنا يجب وضع خطط تعمل على تصحيح الانحرافات ومحركات النوازع العدوانية الساعية لزرع بذور العدوان التي تمنع توسع المشاريع التنموية في البيئة الاجتماعية، نظرا لخطورة انتشارها في الوسط الاجتماعي.

العنصريون الخفيون يعتبروا ”متطرفين“ بسبب الخروج عن المبادئ والقيم المعتدلة، كما أن لديهم حالة من العزلة لحد كبير لأنهم يخشون إجراء النقاش بشكل مباشر والتعبير عن مشاعرهم الحقيقة تجاه الفرد والمجتمع، خوفا من فقدان مصالح دنيوية أو شخصية أو نفوذ اجتماعي، وبالتالي فإن التعامل مع هذا النوع من العنصرية يحتاج للسيطرة على الأعصاب وعدم الانسياق وراء المخاوف الزائدة بل العمل على ترجمة تلك الأفعال والسلوكيات المتطرفة للتعرف على أسباب المشكلة لحلها من جذورها «من دون التهجم والأعتداء على الغير لفظيا أو نفسيا»، وبهذا سيتم تحسين العلاقات الإنسانية للأفضل ورفع مستوى الوعي من ناحية منع انتشار ثقافة العنصرية الخفية بين أفراد المجتمع.