هل نستشعر وجود إمامنا الحجة (ع) بيننا؟

هل نستشعر وجود إمامنا الحجة بيننا؟

 

من نعم الله سبحانه وتعالى على السلف من هذه الأمة أنهم كانوا يعايشون النبي وبعده الأئمة من ذرية ابنته فاطمة الزهراء ووصيه علي أمير المؤمنين فكانوا يلتقونهم ويناجونهم ويشتكوا لهم ويسألونهم حوائجهم ويلتمسون دعائهم فكانت تلك نعمة في عصر السلف من أمتنا، أما في عصرنا هذا عصر الخلف فابتلانا الله ليمحصنا وهو الخبير بنا بغيبة إمامنا حجة الله المهدي بن الحسن (عجل) الكبرى بعد الصغرى  وها نحن ننتفع به كما ننتفع بالشمس إذا غطاها السحاب .

 

وقد آمنا بالعقل وما ورد مأثوراً عن محمد وآله وما تناقله الخلف عن السلف بأن لنا إماماً يرعانا ويتكفل بنا ويهتم بأمورنا ويقضي حوائجنا ويسعى إلى ما فيه صلاحنا وهو إمام زماننا روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء وأقل الفداء .

 

ولكن يا ترى هل استشعرنا وجوده بيننا أم آمنا به حرفياً ونظرياً لا وجداناً ولم نجسد ما آمنا به أو ليس كل مؤمن بالإيمان الصحيح يحرص على أن يكون ممن يرضى عنه إمامه ويحرص على أن يلتقي به ويتباحث معه ويشكو إليه ما أهمه على أني لا أقول أن هذا الأمر معدوماً ولكنه سلوك لأولياء الله الذين طلبوا منه معرفته فعرفوه بمقدارهم فعرّفهم رسوله ثم حجته [ وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط العزيز الحميد] فهاهم يكررون في دعائهم ( اللهم عرّفني نفسك فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرّفني رسولك فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني)، ولكن هذا سلوك أولياء الله الذين عرّفهم الحجج  من آل محمد وآخرهم إمامنا المهدي (عجل) فهم يناجونه آناء الليل وأطراف النهار وحضوا برؤيته وقضى لهم الحاجات ولكن هذا الموضوع يستهدفني أولاً ويذّكر إخواني المؤمنين أوليس الذكرى تنفع المؤمنين؟ [ وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين] كيف لا ونحن الجافون المقصرون!

 

وهنا أورد بعضاً من تلك القرائن الكثيرة التي تدل على جفائنا وتقصيرنا بحق إمام زماننا ( عجل) وغفلتنا عنه.

هاهي أوقات المناسبات الدينية تمر علينا من أفراح وأتراح ونحن نسأل الله أن نكون من جملة شيعتهم الذين يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم  فهل فكرنا في يوم من أيام مناسباتهم أن نسبغ الوضوء ونتهيء لمخاطبتهم ونتوجه بقلب الولاء لآل محمد فنقصد إمامنا باكين ونناديه عظم الله لك الأجر سيدي ومولاي يا حجة الله إن كان في مناسبة ألم أو نهنئه إن كنا في مناسبة فرح بما تجود به ألفاظنا وعباراتنا وكل بحسبه.

 

هل فكرنا أن نتوجه إليه لحل همومنا ومشاكلنا؟ هل خاطبناه في رقعة حاجة أم طلبنا من غيره من المحتاجين أمثالنا؟ أوليس هو إمام زماننا؟ هل توجهنا إليه بضمير يقظ وفؤاد حي وأذن واعية تستطيع أن تسمع منه ورجونا منه الدعاء لنا في تيسير العسير وقضاء الحاجات؟ هل توجهنا إلى الله وسألناه تعجيل الفرج لإمام زماننا وأن يجعلنا من أنصاره والدابين عنه والمجاهدين بين يديه؟ هل نتذكره يومياً وندعوا له ونطلب منه الدعاء لنا ونقرأ شيئاً من القرآن كسورة التوحيد ونهديه الثواب؟ هل فكرنا ولو على الأقل في يوم الجمعة وهو يومه المتوقع فيه ظهوره أن نقرأ سورة الكهف لنكون أحد أنصاره؟ هل  نقرأ أدعية تربطنا به كدعاء العهد ودعاء الندبة ودعاء الفرج وغيرهم من الأدعية؟ هل وهل وهل.....

 

وهنا أخاطب نفسي أولاً هل أنا حقاً من الممهدين ومن المهدويين؟ أم أني شغلت كغيري بهذه الدنيا وأعمالها حتى عن إمامي ومن العالمين في رعايته دوماً.

هاهي أخي المؤمن قد مرت علينا أحداث البقيع الأليمة وما تعرض له شيعة أهل البيت وقبلها ما تعرض له زوار الحسين وما تعرضت له قبة العسكريين وكل المصائب تحت نظره هل فكرنا أن نتوجه إليه قبل أي مخلوق هو محتاج في استمرارية وجوده إليه إذ لولا وجود الإمام  لساخت الأرض بأهلها هل توجهنا إليه ولو بقلب صادق وضمير حي لنرى النتائج الغيبية التي لا يحدها حد، أليس هو إمامنا الناطق وحري بنا أن نخاطبه؟ أم لم تحل مشاكل المؤمنين بسببه وحلها عنده ومنه ألم نسمع قصة الرمانة التي حدثت في البحرين بين المؤمنين الشيعة والوزير الناصبي وقد حلها صاحب الأمر (عجل) ومثلها ما لا يحصى مما عرفناه أم لم نعرفه.

 

لذالك أرى من واجبي وواجب الكتاب البارعين أن يخصصوا شيئا من أوقاتهم وكتاباتهم في الشأن المهدوي ليروا به عطش المتعطشين ويذكروا به المؤمنين ويوقظوا الغافلين من سباتهم علنا ان نصحح مسار أعمالنا ونبتعد عن  كل فتنة تثار من هنا وهناك لتمزقنا وقد تجمعنا تحت راية ولاية علي والأئمة من ذرية ولده الحسين فهاهي بطلة التوحيد والجهاد البضعة البتول تقول في خطبتها : (وطاعتنا نظاما للملة , وإمامتنا أمانا للفرقة ).

وأسال الله أن يجعلها كلمة خالصة لوجهه الكريم و أن ينفعنا بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأن أنال دعاء سيدي الحجة إبن الحسن عجل الله فرجه الشريف ويرضى عني وعن المؤمنين والمؤمنات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .