التعبير عن المشاعر!

محمد آل داؤود

لم تستطع الأم قول «أحبك» لابنها المغترب الذي اشتاقت إليه.

لم تستطع الأخت قول «أحبك» لأختها في ليلة زفافها.

لم يستطع الابن قول «أحبك» لأبيه بعد خضوعه لعملية جراحية معقدة.

سيناريوهات تتكرر وتتكرر.

الصعوبة لا تكمن في قول كلمة أحبك بذاتها. انما الصعوبة تكمن في التعبير عن المشاعر الإنسانية في مجتمع نشأ على ثقافة الكتمان.

ثقافة تتضمن كتم المشاعر الإنسانية الإيجابية كالحب والإعجاب والشكر والامتنان، وأحياناً تتجاوزها إلى كتم المشاعر السلبية كالحزن والألم أيضا.

لماذا لا نعبر عن مشاعرنا بوضوح وصدق؟

أهو الكبرياء والكرامة؟

أم هي الرغبة في الحفاظ على تلك الصورة الجادة؟

أم هو الخوف من ردة فعل من نعبر لهم؟

أياً كان السبب فهو مبرر واه وسبب غير كاف الإنسان مخلوق من الأحاسيس ومجبول على التفاعل العاطفي وهذا ما يميزه عن الجمادات.

والاستمرار في كتم المشاعر وتغليفها يؤدي إلى تبلد العواطف وجمود الأحاسيس وهذا ما قد يسبب قسوة القلب، ما نحتاجه فعلا هو التجرد من ثقافة الكبت والعودة لثقافة البوح

اقتداءً بنبي الحب والرحمة محمد صل الله عليه وآله وسلم.

في إحدى المناسبات وبينما كنت أصافح سيداً كبيراً في السن ضغط بقوة على كف يدي وقال بنبرة رقيقة: إن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال: «إذا أحب أحدكم أحدا فليخبره»

فأردت أخبارك بأني أحبك.

وقفت حائراً ونظرت بدهشة ثم قلت بتلعثم شكرا لك.

لم أعرف سبب حبه لكن عرفت أنه سيد رائع استطاع كسر الصمت والتعبير بصدق.

في الواقع لم ينته الأمر بل أنه أصبح يقول لي «أحبك» في كل مرة نلتقي بها وقررت أن يكون ردي «أنا أحبك أكثر».

ذلك السيد علمني أن التعبير عن المشاعر يجعل الإنسان أكثر حيوية وتفاعلا مع الحياة.

فاعلم أنت أن الحياة جميلة فاجعلها أجمل بتعبيرك عن مشاعرك وأبدأ الآن قبل ان تَفقِد او تُفقَد.