أطفال الحجارة في يوم العاشر

قد تنصرف أذهاننا إلى أولئك الأطفال الفلسطينيون الذين لا يملكون سلاحا يرشقون به اليهود سوى الحجارة. نسأل الله لهم الهداية لراية الحسين والنصر المؤزر.
في كل عام في شهر محرم الحسين عليه السلام تنبعث اللجان المخلصة تلبي نداءه عليه السلام (هل من ناصر ينصرنا) على شكل مسيرات العزاء, مجالس حسينية, ملتقيات ثقافية, مرثيات, مسرحيات, وهذا هو المؤمل من ذواتنا ولجاننا العاملة.
لكن ما يحز في نحر الحسين عليه السلام ما يحدث من فتن وقلاقل في يوم مصرع الإمام الحسين عليه السلام, تتفق اللجان الحسينية للعمل سوية في مسيرة العزاء وهذا حسن ومطلوب ولكن لأتفه الأسباب ولأقل شبهه يتحول الكل من مؤمن متدين متقي إلى (أطفال الحجارة) يتراشقون بالتهم والتفسيق وإعانة الباطل ووو... يتحجر كل طرف بفكرة ونسى قضية الإمام الحسن عليه السلام, ويتحول يوم العاشر من يوم ألفة اجتماعية وتسامح ويوم هداية عالمية إلى يوم إشعال فتن والدفاع عنها وهذا ما يزيد من جراحات صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
أنا كفرد من هذا المجتمع المؤمن أدعوا كل لجنة حسينية إلى العمل منفردة حفاظا على قضية الحسين عليه السلام وهي الإصلاح لا الإفساد والتآلف لا التباغض وذلك حفاظا على خصوصيات كل لجنة وضوابط تقليدها المحترمة.
حتى لا تكون ﴿فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة وقوله تعالى ﴿كل يعمل على شاكلته يعني على ضوابط المرجع الذي يقلده, وتعدد المرجعية ابتلاء ثمرته احترام وتقديس راية الحسين عليه السلام لا التترس بالمرجعية من أجل الغلبة والتفرقة والسلوك الهمجي والعاملون أجل من ذلك إنشاء الله.
تعدد المرجعية ليس منحصرا في الرسائل العملية بل يتجلى في العبادات والمعاملات التي تمارس في الخارج من حج وعمرة وأحكام فرح كالتصفيق وأحكام العزاء كالتطبير والمشي على الجمر والتمثيل ووو...
إضاءة/ لابد أن نحترم العمل الديني وتعدد المرجعيات ولا نزهد الأجيال القادمة فيه, إذا كنا قد سقطنا في العام الماضي 1430هـ وجعلنا كلمة الإمام الصادق عليه السلام خلف ظهرانينا ﴿كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا فإننا لن نكون في ديوان أنصار الحسين عليه السلام بل ممن نكس رايته وسمع صوته فلم يجبه, بل ممن توازر على قتل منهجه، منهج الألفة والإخلاص والتقوى والجهاد وحب هداية الناس.
خلاصة/ إما أن نجتمع ونحن صادقون مع الإمام الحسين عليه السلام وإلا فليعمل كل على شاكلته محترما الآخر في إطار التنافس وعرض الأفضل لهداية الناس.
كيف لنا أن ندعوا إلى التقارب بين المذاهب وندعوا إلى الإنفتاح ونحن في ما بيننا أيادي سبأ, الحمد لله أننا لا نمتلك أحزاب سياسية لكان مصيرنا كمصير حماس وفتح في فلسطين, جمعنا الله وإياكم على الطاعة ورضا الرب سبحانه وتعالى ﴿اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة.
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
متوكل
28 / 12 / 2009م - 6:28 ص
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

إنا لله و إنا إليه راجعون ..

واويلاه ...
2
عبدالعزيز الحرز
31 / 12 / 2009م - 2:51 ص
دائمًا ما تشم عبارة ( أنا سلمٌ لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم ) من أفواه كثيرة ، ولكن حينما تفرك عينيك لتبصر جيدًا سترى الأمر مخيفا يا صديقي !!

فكم نحن سلفيُّون إلى حدّ القمع والهمجيّة ، نأكل بعضنا بعضًا ونمدُّ يد التنازل والمصافحة للآخر !!

ولا أدري هل نحن نجهل أن الشعائر الحسينية مدارها هو الحكم الشرعي الصادر من الفقيه ؟! ثم ألا نعلم بأن الفقهاء مختلفون ؟!!

فحين يفتي مرجعي بحرمة التطبير فهل لي أن أجرّم المطبرين وأقصيهم لأنهم ارتكبوا حراما في نظري ، علما بأَنّهم استندوا إلى رأي مرجعهم القائل بالجواز أو الاستحباب ؟ أو هل يجوز أن أهزأ بالقائلين بالحرمة وأصفهم بأعداء للحسين (ع)!

فعلينا أن نحترم آراء المراجع وندع الناس يتعبدون وفق منظورهم الشرعي لا وفق إملاءاتنا نحن !!

ولك كل ودي يا أبا جواد