نافلةُ القول

حنجرةُ المغني

شاعرة سلامة جعفر

خيال الصبية رَجعُ موسيقى

تنفذهُ فرقةٌ من مساكين َشتى

 يباغتها النبضُ / نبضُ الأماني

و ما من مغنٍ

 يغامرُ كيما

يغازلُ قلبَ الصبية ِ،

 و يدعوهُ للرقصِ

فتهذي إذ اشتعلَ الوجدُ قالتْ :

عرفتهُ تكتكة ً كـ المطرْ

 يشاغبُ وجهَ المدينةِ

يزرعُ خطواتهُ في الرِّياحِ

يضيعُ و يفتحُ في كلِّ حيٍّ

نوافذَ

واحدةٌ للغيابِ

و واحدةٌ حزنها غامضٌ

شبيهٌ بأنثى أتتْ من بعيدٍ

 تزيّنُ أطرافها في بلادٍ

يرونَ الجمالَ يجرَّجرُ رجلَ الطَّهارةِ

للموبقاتْ

و أخرى تسبِّحُ بسمِ الرِّضا

الذي لن يجيء

عرفتهُ ... لا

ما عرفتهُ

وجههُ سرٌّ تَغَنّى و فجرٌ بعيد

و عيناهُ حين تفيضُ تذكرني بالفراتِ

لقد كنتُ أجهلُ فيما مضى

كيف أربطُ ملحَهُ بالعذبِ

يااااا لـ السماءْ

يزيدُ التساؤلُ

كيف يصيّرُ عيناهُ حقلاً

 وجفناهُ فيها كطيرٍ غريبْ

لا السماواتُ يعرفنَهُ

ولا رفقةٌ  تحتسي الشايَ عندَ الصباحِ

و تلقي التحيةَ

جهلي يزيدُ

تستعيرهُ بوصلتي كي يصيرَ

 جهاتي التي  ضيعتها الحياةُ

يصيرُ أنا

بدونهِ لا شيء يشرقُ

 لا الشمسُ تجري بميقاتها كلَّ يومٍ

و لا قمرٌ يتصعلكُ بين النجومِ

و يغوي الصبايا بناياتهِ الساهراتْ

****

المغني الذي لا يقامرُ بالصوتِ

خافَ الغناءَ

ففي ( ما عرفتهُ )

كلُّ الحكايةِ

وردٌ تخلى عن الماءِ يوماً

و ماءٌ غوى في انحناءِ الإناء

سلامه جعفر
19/7/2009