عُروجٌ في براقِ الهَوى


(1)
حُروفُكَ غَيْمٌ بالسَّمَاواتِ تُمطِرُ
وعَرشُكَ ماءٌ .. سِدْرَةَ الرُّوحِ يغمُرُ

أُفتِّشُ عَنْ قَلبيْ الّذي ضَاعَ كَالمَدَى
ووَحدَكَ نبْضِي ، لستُ غيرَكَ أُبصِرُ

كتبتُكَ في جُدرانِ صدريَ سُورةً
وتعويذتي في سَاعَةِ الخوفِ "حَيْدَرُ"

مَلأْتَ جِهَاتي مِنْ غديرِكَ أَكؤُسًا
وطعمُكَ كاسْمِ اللهِ ، ما قُلتُ : سُكَّرُ !

إِليكَ عُرُوجي في بُرَاقٍ مِنَ الهَوَى
فسُبحَانَ مَنْ أسْرَى بقَلبيَ يَسْكَرُ

فيا كعبَةً فيها وُلِدْتُ ، وقبلَما
وجُودي .. إليها كمْ سجَدْتُ أُكبِّرُ

وما أنَا صلصالٌ ومِنْ حمأٍ !! أَنا
بنورِ "عليٍّ" قد عُجنتُ ، وأَفخَرُ

تملَّكَ خُطْوَاتي ، ومِنْ قبلِ مولِدي
وفي بطْنِ أُمِّي أنتَشِي حينَ يُذكَرُ

كَأَنَّ علَى قلبي تنَزَّلُ جَنَّةٌ
إذا "يا عليٌّ " فوقَ سمعيَ يعبُرُ

" عليٌّ " بهِ قدْ مازجَ اللهُ طينتِي
أنا بعضُهُ ، يا كُلُّ والشِّعرُ يقصُرُ

أُحبُّكَ ، قُلْ للشِّعرِ يكتبني عَلَى
ضِفَافِكَ وِرْدًا ، فِيكَ رُوحِيَ أَسْطُرُ

وأحرمْتُ في ميقاتِ ذكركَ لابسًا
ثيابَ الهَوَى لبَّيكَ بالعِشقِ أُبحرُ

أرُشُّ علَى رملِي حُروفَكَ أو فقلْ
سأنفخُ فيه الرُّوحَ ، فالرَّملُ أخضَرُ

فباسمِ "عليٍّ" نُطفَتي قدْ تكوَّنَتْ
وأوَّلُ أنفاسِيْ هواهُ وآخِرُ

هوَ الحَمْدُ والإخلاصُ والشَّمْسُ والضُّحَى
سأتلوهُ في أُذْنِ الزَّمانِ وأَجهَرُ

فأَوَّل إسمٍ قد نطَقْتُ هو اسمُهُ
وآخِر نطقي قبلَ موتيَ حيدَرُ

 

(2)
بيومِ هجيرٍ أَمْطَرَ الوَقْتُ سُحْبَهُ
كأَنَّ السمَا في كفِّ أحمَدَ تقطرُ


و"بلِّغْ" فبابُ اللهِ هذا ومَن رَجَا
سواهُ فقدْ ضلَّ الطريقَ ويخسرُ

فمَنْ كنتُ مَولاهُ .. فحيدرةٌ لهُ
إمامٌ ، فهذا بالولايةِ أجدَرُ

عليٌّ أخي وهو الوصيُّ رضيتُهُ
عليكمْ وزيرًا بعدَ عينيَ يأمُرُ

فجاءتْ إليهِ البخبخاتُ انحناءةً
" تأَمَّرْ علينَا " وَهْيَ للعهدِ أغدَرُ

أَتَوكَ يمدُّونَ الرقابَ ببيعةٍ
وهل زانَك الكرسيُّ ؟ إِنَّكَ أَطهرُ

وأَهْوَاكَ أَنْتَ كما عهدتُكَ زهْرَةً
وحتَّى علَى حُسَّادِها العطرَ تنثرُ

أُحبُّكَ مِنْ كُلِّ الصِّفاتِ مُجرّدًا
متَى احتجتَ للأوصافِ ؟ بل أنت أكبرُ

 

(3)

غديرُكَ آمالٌ بعينيَ تزهرُ
وأرْضِيَ مِلحٌ .. فوقَها الموتُ يسعَرُ

أتيتُكَ أستسقي الغديرَ ، بشَرْبةٍ
أَنا .. عَطَشٌ كُلِّي ، وكُلُّكَ كوثَرُ

أَ أظما وأَنتَ الماءُ ، فاسكبْ بقِربتي
نَداكَ لأُروَى ، إنَّ كفَّكَ أَنهُرُ

غديرُكَ أعيادٌ يُديرُ كؤوسَه
علَى واهبينَ القلبَ لاسمِكَ يُنحَرُ

أحبُّكَ إِنِّي عبدُ حيدرةٍ ، أَنَا
بكلِّ جهاتِ الناسِ دونَكَ أَكفُرُ

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أمجد ال يحيى
[ التوبي - القطيف ]: 13 / 12 / 2009م - 9:59 ص
طلب العلم فريضة,زادك الله من العلم وجعلك وسيلة لنشر العلم والادب .

الشاب اللطيف
ءامجد

بالتوفيق
شاعر