هدى !!! هدى !!!

 

هدى تسير على غير هدى أشواك الطريق تدمي قدميها وتسيل على المنحدرات ودموعها المتوهجة زادت من ظلامهِ وألقى تفكيرها عليه وشاح البؤس . ورياح الأحزان تعصف بجسمها النحيل , وصدى آهات قلبها قد مليئة الوادي .

وتسير هدى وعلى كفها آلامها والكف الأخرى أحزانها .

وتسمع أذنها كلمات خرجت من لسانها , ليكسر أشجار معاناتها ويرفعها قبل أن تنزلق إلى قاع الوادي .

هدى !!! هدى !!!

كأن أسمها وليد هذه اللحظة .

وتبحر سفينة أفكارها إلى المعاني الذي يحملها أسمها وغفلتها عن تلك المعاني وعدم الالتزام بها .

وتزيد عيونها من حيرتها عندما رأت ورقة يلعب بها الهواء وتخونها يديها لتلتقط الورقة , وبصعوبة فك لسانها رموزها , وأرسل العقل لها أوامره , بغلق الحقائب والسير إلى بلاد الشام إلى

صاحبة القبر الفائض من الأحزان!!!

المباعـــد عــن الأهل والأوطـان !!!

وضعت شفتيها على القبر وتجف الدموع ويتبدل الظلام إلى النور , وتلتئم جراح الأقدام ويتوقف سيلان الدم منها , ويتزين وجهها بالإبتسامة ويمتلأ قلبها بالفرح والسرور وينبهر عقلها مما رأى وسمع ويتحاور بين نفسهِ .

هل يد القدرة امتدت وسكبت البلسم الشافي لتلك الجراحات والآهات ؟

أم الورقة القابضة عليها هدى ؟

وبصعوبة طرح العقل أسئلتهُ على هدى .

وجاءت الإجابة ويتبدل الخوف إلى الأمان وتزيد من حيرتهِ .

تفتح هدى يدها ويجيب لسانها . لا أعلم !!!

هل الورقة ..... ؟

أم جراحاتي وآهاتي ..... ؟

ويقرأ العقل الورقة وهو لا يزال في حيرةٍ مثل هدى !!!