الاستضافات الأدبية الدعوة والتنظيم

عندما تخوض عباب الثقافة والأدب، تحظى بالتقارب مع أولئك الذين يهتمون بهذا الجانب المشرّف والمشرق في الحياة، فتبدأ التواصل معهم من هذا المنطلق، وخلال هذا الباب الذي فعلا فُتح لنا بيد بعض الكُتّاب والشعراء والقاصين، ولو وسّعنا الدائرة خارج الإطار أدخلنا معهم بعض إخواننا الإعلاميين داخل ذلك الإطار.

ومن تبعات هذه المعرفة، وإدخالك مع أولئك المهتمين، يتم استدعاؤك أو استضافتك في بعض المناسبات سواء أمسيات أو جلسات أدبية أو مهرجانات، للحضور أحيانا، وأحيانا أخرى للمشاركة.

وليس هذا بيت القصيد، وإنما في الداعي نفسه، وظروف الدعوة، فلا بد من الالتفات إليها وجعلها في الحسبان، فأكثر من مرة تتم فيها الدعوة لنا، ثم يحدث الاعتذار.

ذات مرة، تمت دعوتنا من جهة منظمة لعمل خيري تحت مظلة إحدى الجمعيات خارج محافظتنا الحبيبة «الأحساء»، وبعد أن مضى زهاء 3 أسابيع على تلك الدعوة، تم الاعتذار لظرف خارج عن الإرادة - حسب تعبيرهم - وكذلك تم التواصل مع أحد الأصدقاء بأن يتكلم عن دور الكتاب في المجتمع، قَبِل الدعوة وذهب، وإذا به يفاجأ بأن المكان غير مؤهل بتاتا، إذ لم يحجز له ركن خاص للحديث، وكان ذلك المكان مليئا بالضجيج، والمتسوقون يجولون في الساحة طولا وعرضا.

وفي الآونة الأخيرة، جاءتنا استضافة للمشاركة في أحد المهرجانات مع أحد الأصدقاء، لتوقيع بعض الإصدارات، وكان ذلك أيضا خارج المحافظة، وتم الوصول إلى موقع المهرجان ولم نصدق أننا سنشارك في هذا المكان، حيث كان ضيقا إلى حد لا يطاق، بحيث لا يمكن أن يتحرك اثنان في وقت واحد من شدة الضيق، ويصعب وجود الرجال والنساء فيه في لحظة واحدة، فما كان منّا إلا أن اعتذرنا وانصرفنا راشدين من حيث أتينا. لنكابد همّ الطريق بعد أن قطعنا مسافة ليست باليسيرة للوصول إلى مكان المناسبة، تحملنا خلالها ما تحملناه من التعب والعناء.

وأخيرا، نقول ما نقلناه هنا من شواهد، إنما هي رسالة لأصحاب المنتديات ومنظمي المهرجانات والمجالس والصالونات الأدبية، أن يعزموا أمرهم ويستعدوا للاستضافات حتى لا يكابد ضيوفهم عناء المسافات، ووعثاء السفر، والصبر على المشقة، لا سيما إذا كان الضيف من بلد آخر، أو منطقة أخرى بعيدة عن مقر ذلك المهرجان أو المنتدى، وهم أهل لذلك، وجديرون بحمل الوعي الثقافي والرسالة الأدبية.