أيها السادة : لحقولكم المغناطيسية انتبهوا

 يعود تاريخ العلاج عبر استخدام الحقل المغناطيسي الطبيعي إلى آلاف السنين وتعرف المعالجة المغناطيسية بأنها الطريقة العلاجية التي تستعمل مغناطيساً واحداً أو أكثر على مواضع مختلفة من الجسم لتحقيق الشفاء أو بالتعرض إلى حقل مغناطيسي معين .
 
  وقد استخدم المغناطيس في الطب منذ القديم لإزالة البلغم ومنع التشنج حيث أشار الأطباء العرب المسلمون إليه من خلال مسك حجر المغناطيس لإزالة التقلصات العضلية من أطراف المريض حتى أن الكهنة المصريين في زمن الفراعنة استغلوا هذه الظاهرة لتخفيف حدة الآلام الناجمة عنها أوجاع في الظهر والمفاصل والجمجمة فيما كان الإشراف يلبسون المغناطيس للحيلولة دون التقدم بالسن أما كليوباترا فكانت تلبسه على جبهتها للمحافظة على جمالها.


 وإستناداً لما قاله الدكتور عبد المؤمن قشلق ( اختصاصي قلبية داخلية واختصاصي في الطب البديل المقيم بمدينة حمص ) نقلاً عن موقع ( الإذاعة السودانية ) على شبكة الإنترنت : " إن الأرض مغناطيس طبيعي ضخم يسبب شبكة من الحقل المغناطيسي الطبيعي الذي يؤثر في صحتنا ومرضنا حيث تعرض لتغيرات كبيرة مشيراً إلى أن مغناطيسية الأرض نقصت 50 بالمائة خلال الألف سنة الأخيرة .  وقال : إنه خلال القرن التاسع عشر ، والقرن العشرين كان بداية البحث العلمي لمعرفة مدى تأثير الذبذبات المغناطيسية على بيولوجيا الجسم البشري ومحاولة إثبات ذلك من خلال النظريات العلمية ، مضيفاً أنه أجريت تجارب كثيرة على الحيوانات والنبات وبعض الأنسجة الحية التي أكدت جميعها أن تعرض الكائن الحي إلى قوة مغناطيسية معينة لا تسبب له ضرراً الأمر الذي شجع على تدعيم التعرض للمغناطيس للأغراض العلاجية "

 وأشار إلى أن الاستنتاجات العلمية للتجارب أفادت أن القوة المغناطيسية تؤثر في كل خلية في الجسم بسبب نفاذيته العالية ويمكن للمجال المغناطيسي أن يؤثر في الدماغ الأوسط المسيطر على الغدد الصماء بشكل مباشر ودون مساهمة من الأعضاء الحسية وللمجال المغناطيسي في تأثير ملحوظ في معالجة الجراح حيث ثبت أنه يقلل من تليفها وأنه نتيجة التجارب العلمية تبين أنه يوجد تفاعل بين عمل الجهاز العصبي المركزي والمجالات المغناطيسية الخارجية وهناك تأثير للمجال المغناطيسي على العمليات الحيوية في الخلايا كما دلت أن التأثيرات المفيدة للمغناطيس على الجسم هي أنها تؤثر في الكترونات الخلايا ما يؤدي إلى تخفيف الألم والتورم في العضلات وغيرها وتزداد حركة الهيموغلوبين في الأوعية الدموية فيتجدد شباب البشرة وتشفى الحالات المتسببة من نقص الهرمونات وتنشط حركة الدم وبهذا تصل كل المواد الغذائية بشكل كاف إلى الخلايا فيما تنفذ الموجات المغناطيسية من خلال الجلد والأنسجة الدهنية والعظام وهذا يزيد من مقاومة الأمراض ويحسن الفيض المغناطيسي الصحة ويوفر الطاقة لمختلف أجهزة الجسم ويحفز عملها الوظيفي .
 
  
 والآن : هل تتذكرون مقالي الذي نشرته لكم بعنوان ( تعانقوا تصحوا ) على هذه الشبكة المباركة ، وذلك بتاريخ 29/04/ 2009م ، والذي تناول تأثير الإحتضان والمعانقة في تعظيم التفاعل الكيميائي بين الناس، وكم يحتاج المرء من ( ضم ، وعناق ) يومياً حتى يتمتع بالصحة النفسية ، ويشعر بالدفء ، والأمن ، والسعادة ، والسلام . ولست أنسى كم نال ذلك المقال من إستحسان وتأييد منكم ( مشكورين ) أدخل إلى نفسي الراحة والإطمئنان .

 وفي هذا المقال يتم إيصال ما كان قد إنفصل ، فالحقول المغناطيسية الإجتماعية لا تقل أهمية وتأثيراً عن مثيلاتها الطبيعية . فلا يمكن لأي أسرة مهما كان وضعها الإقتصادي ميسوراً ، أو رصيدها الإجتماعي معموراً ، أن تستغني عن تأسيس ، أو إنشاء ، أو حرث ( الحقول المغناطيسية ) من حولها ، سواء في داخل المحيط الأسري ، أو في محيط الدائرة الأوسع والأشمل وأقصد هنا المجتمع.

 فلا يمكن أن تتماسك الأسرة فيما بينها ، وتُمثل وحدة إجتماعية صلبة ومنسجمة ومتماسكة ، دون أن يحتويها حقل مغناطيسي يعمل على جذبها إلى المنطقة الساخنة عاطفيا ً ، ويعزِّز التجاذب الإيجابي فيما بين مكوناتها البشرية حتى يتسنى لها أن تحيا في جوٍ تسوده الألفة والإنسجام ، ويقلل من حالات التنافر الكيميائي الناتج عن التركيبة الكيميائية البيولوجية ، والنفسية لكل فرد من أفراد العائلة ، ويرسِّخ حالة من التفاهم المشترك ، والقبول المتبادل فيما بينهم ، وتتمكن من التفاعل الإيجابي في داخل محيطها العائلي ، والإجتماعي على حدٍ سواء .

 من هنا فإن بروز الصراعات الأسرية ، وغياب التفاهم بين أفرادها ، وتسابقهم المحموم على إقصاء بعضهم البعض ، والإنتقاد العلني ، وتضخيم الهفوات والأخطاء ، والتصيد في المياه العكرة ، وقفز المصلحة الشخصية على المصلحة الجماعية ، وإنخفاض الإنجازات ، والتمترس وراء المكانة والهالة الإجتماعية على حساب العلاقات الأسرية ، وتبادل الإتهامات ، والتفكك الواضح بين الأفراد في المناسبات المختلفة الخاصة بالأسرة ، وإختلال قناعات الزواج من محيط الأسرة (دون وجود مبرر صحي ) ، وندرة أو إنعدام الزيارات التبادلية  وتوارث وتكريس المواقف التاريخية السلبية بين أجيال الأسرة ، وضعف الإهتمام بالشأن العام للأسرة ، والقابلية لتصديق الوشاة ، والشعور بالإغتراب الأُسري وغيرها من المظاهر السلبية ، تُنبئ بالتأكيد عن إفتقاد الحقول المغناطيسية الإجتماعية ، أو أن هناك من يَعْمَدْ إلى تخريبها ، أو حرقها ، أو نسفها لسبب أو لآخر . عمَّر الله حقولنا وحقولكم بالتراحم والتناغم والمسرات . اللهم آمين ،،،

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 10
1
احمد العزيز
[ السعودية - ام الحمام ]: 28 / 10 / 2009م - 7:27 م
قلة من الكتاب من تجيد فن الانتقال في المقال , والذي هو مكمن التألق والتميز عند الكاتب ... لذا أحييك أستاذ ابراهيم على هذا الفن الذي حباك الله إياه .
كما أحب أن أشد على يديك في هذه الدعوة الجميلة للجميع نحو التآزر والتآلف العاطفي والنفسي في محيط الأسرة وخارجها بشكل انجذابي كما ذكرتم
ماأحوجنا وبعمق لثقافة قبول الآخر والاعتراف بحقوقه مهما اختلف عنا شكلا ومضمونا , ولكن ببالغ الأسف الثقافة المتوارثة وخاصة في عالمنا الثالث لاتعطي سوى الإقصاء والبعد عن الآخر حتى في محيط البيئة أو الأسرة .
تحياتي لقلمك الرشيق .
2
ana
[ أم الحمام - القطيف ]: 29 / 10 / 2009م - 12:39 ص
عزيزي أبوأحمد:أنا أقول ما أروعك في الثقافة والاجتماع والطب في هذا المقال بقي الاقتصاد لكي نطلق لقب الشامل 0 أما من وجهة نظري هناك آخرين عندهم الجاذبيه فهي إما تكون إيجابيه كما هي لديك ويعم نفعها أوسلبيه تنعكس على الآخرين كفانا الله منها0 مع تحيات( ANA )
3
ابراهيم بن علي الشيخ
29 / 10 / 2009م - 1:07 ص
الأخ الفاضل الأستاذ : أحمد العزيز
إنه مما يُثلج الصدر أن يحظى الإنسان بمن يتفاعل معه ، ويسبح برفقته في فضاء الثقافة والمعرفة ، ويضمه وإياه حقلٌ مغناطيسي يستعصي على عوامل التنافر والإنقسام . دام تواصلك الجميل ونفع الله بفكرك الواعي ، ووفقني بأن أكون عند حسن ظنك وبقية القراء . دام فضلك ولطفك ، وتقبل أجمل تحياتي وتقديري .
4
ابراهيم بن علي الشيخ
29 / 10 / 2009م - 1:49 ص
عزيزي الفاضل : ANA
أشكرك على مديحك الذي أنا دونه ، ولقد أسعدتني عودتك الحميدة للمشاركة ، جذبك الله بالحب والمودة والعطاء ( كما أنت دائماً ) لحقول أسرتك ، وأحبابك ، ومجتمعك ، ولك أسمى أمنياتي بالصحة والسعادة ماحييت أيها الحبيب اللبيب .
5
البحر العميق
29 / 10 / 2009م - 2:27 ص
لقد أعجبتني هذه المقاربة الموفقة بين الحقول المغناطيسية الطبيعية والإجتماعية ، وفي الحقيقة أنت بإسلوبك هذا تثبت إجادتك المتناهية لتوظيف المصطلحات وتقديمها في صياغة جميلة تثري المعرفة ، وتسلط الضوء على جوانب في الحياة العلائقية بصورة تثير الفضول في الإطلاع والمعرفة . نحن في أم الحمام نحسد أنفسنا على وجود أمثالك والأستاذ بدر الشبيب وآخرين بيننا يساهمون في إعادة صياغة الوعي ، وتعميق المفاهيم ، أعتذر لك على الإطالة ولكن سرقتني بإسلوبك العذب ياأستاذ ابراهيم . وشكراً
6
ابراهيم بن علي الشيخ
29 / 10 / 2009م - 11:01 ص
الأخ الفاضل : البحر العميق
أشكرك على هذا الثناء الذي ينم عن ذوقك الطيب ومشاعرك النبيلة ، وأسأل الله أن يجعل الأخ العزيز الأستاذ : بدر الشبيب ، ومحدثك ( عند حسن ظنكم ) كما أن الله قد أنعم على بلدتنا الغالية بالكثير من أصحاب العقول النيرة والعطاءات المخلصة ( من الجنسين ) ولله الحمد . أكرر شكري لك على تواصلك ، ولك مني التحية والسلام .
7
المستقل
[ ام الحمام - القطيف ]: 29 / 10 / 2009م - 12:59 م
استاذي الغالي ربط قل نظيره بين المفهوم و المصداق و بين السابق و الاحق بدون ان يتأثر ما اردت توصيله للقراء المحترمين فهذه حرفنه صعب تكرارها . من خلال قرائتي المتئنيه و المتكرره لهذا الموضوع استحضرني عدة مشاهد تؤكد بأن البعض و العياد بالله يعمل الى تغيب الحقل المغناطيسي بدلا من استحضاره في علاقاتها الاسريه من خلال عدم احترام بعض الابناء لاباهم بأن يقوم الابن بتسميه ابيه بأسمه بدون القاب امام الاخرين و يناقشه بأفكاره بكل وقاحه كأن هذا الانسان لا يمثل في حياته شيء . كما استحضرني عدم حنية بعض افراد الاسره على بعضهم البعض كأن بينهم حرب داحس و الغبراء يتصيد كل واحد منهم موقف على الاخر و يناصرون البعض منهم على البعض الاخر كأن ليس بينهم صلة رحم و حدث من هذا و لا حرج . نحن يا سيدي نتعلم منك كيف نستحضر الحقل المغناطيسي بين من نعيش معهم سواء قربت المسافة او بعدت نتعلم منك ياسيدي كيفة احتواء من حولنا بالحب و الاحترام فأنت يا سيدي ينطبق عليك من قال عنهم الامام الصادق ( كونوا دعاة لنا بغير السنتكم ) .
8
ابراهيم بن علي الشيخ
29 / 10 / 2009م - 7:20 م
أخي الحبيب : المستقل
كعادتك الحميدة تنقب بين الأسطر ، وتفتش ما بين الحروف لتبرز على أرض الواقع الأدلة والبراهين التي تساهم في إستكمال أهداف ما أكتب ، وأنت بقلمك العذب تجسد كل معاني المحبة والوصال لكل من توجه إليهم مداخلاتك من الكتاب المحترمين ، وبالرغم من كبر حجم مجتمع الإنترنت إلا أنك تسلك دروباً تختصر مسافات الطريق ، وتعجِّل بلوغ الهدف . شواهدك كانت رائعة كروعة عطر عباراتك . فلك مني التحية والتقدير .
9
منى مفتاح
[ البحرين ]: 30 / 10 / 2009م - 8:00 م
أضم صوتي لصوت من سبقوني في وجود الرابط العجيب بين المجالين العلمي و الاجتماعي. لقد سمعت مسبقا عن العلاج بالمغناطيس و هو علاج مشهور في روسيا بالذات حيث يعرض ماء الشرب لمجال مغناطيسي ليس فقط للمرضى بل حتى للأصحاء. و هذا يدلل على قوله تعالى"و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" فكلما سبحنا في أغوار هذا الكون العظيم وجدنا أنفسنا جهلاء أكثر و أكثر. و أما عن التجاذب الاجتماعي بين الأفراد فهذا ما يدعونا إليه ديننا حيث يأمرنا باحتضان العيال والأخوان لما يعكس من موجات مغناطيسية تدخل أجسامنا لتعكس العلاقات الطيبة و حتى المصافحة تزيد هذا التجاذب. و هل تعلم أن الحسد له موجات مغناطيسية تخرج من جسم الحسود لتدخل جسم المحسود؟ هذه كانت نتيجة دراسة ألمانية أتحفنا بها علماء ألمان في الآونة الأخيرة.لك تمنياتي بالتقدم
10
ابراهيم بن علي الشيخ
1 / 11 / 2009م - 7:56 ص
الأخت الأستاذة الفاضلة : منى مفتاح
أنت كما أنت دائماً ، متألقة في القمة ثقافة وأخلاقاً وأدباً ، فغالباً ما تعطي ما أكتب أبعاداً لا تنتهي ، وجوعك الدائم للمعرفة يعزز فيك هذا البحر العميق المليئ بالدرر تقبلوا تحياتي وإعتزازي بتواصلكم ، وسلامي الحار لمن حولكم في وداد .
إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية