الاختبارات بين المعلم وولي الأمر

قبل أن تبدأ السنة الدراسية ومع كل إجازة صيفية يبدأ القيل والقال حول إجازة المعلم وأنها من الطول بمكان حتى تصل الدرجة أحياناً إلى التندر والتفكه في برامج التواصل الاجتماعي، وما أن يبدأ الدوام المدرسي إلا ويشقى المعلم في الاستعداد من أول يوم سواء في تجهيز الفصل أو الطلاب من توزيعهم على الفصول وأدراج أسماءهم وحفظ ملفاتهم وما إلى ذلك من توزيع المناهج الدراسية وجداول الحصص... الخ.

ناهيك عن العمل طوال العام الدراسي بدءاً بالشرح والمناوبة وحصص الانتظار وتصحيح الكتب والكراسات والاستماع للطلاب في مناقشاتهم وأسئلتهم بل حتى شكواهم في كثير من الأحيان.

هذا خلاف عمل أوراق العمل وتسميع النصوص من آيات وأحاديث وأناشيد، والقائمة تطول كثيراً.

وتأتي الطامة الكبرى في أيام الاختبارات ولاسيما مع أولياء أمور الطلاب وبالخصوص في المرحلة الابتدائية فإن البلاء يتضاعف ففي كثير من المدارس ومع كثير من أولياء الأمور لا يحلى له الاهتمام بولده إلا إذا جاءت الاختبارات بل أحياناً إذا وقع الفأس في الرأس وحصل ما لا يحمد عقباه وهو تأخر الولد الدراسي أو رسوبه لا قدر الله في تلك الحالات يأتي إلى المدرسة ليصب جام غضبه على المعلم، ليسأل لماذا رسب ابني؟

السؤال يوجه إلى ولي الأمر نفسه أين أنت من بداية الدراسة إلى نهايتها، لماذا لم تهتم بابنك منذ ذلك الوقت، لماذا لم تحرص على متابعته، ولماذا تأتي لتسأل هذا السؤال؟ هل تظن أن المعلم لا سمح الله يتعمد فعل ذلك؟

فالمعلم قدوة حسنة يجب أن نحسن الظن به ويكون اهتمامنا في أبنائنا بدلاً من كيل التهم إلى المعلم الذي تبقى له مكانته ورسالته.

قم للمعلم ووفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولاً

فإذا أردت النجاح لأبنائك فأعمل جاهداً على بذل الجهد والعطاء للنهوض بمستواهم العلمي والأدبي والاحترام والتقدير لمعلمهم لأنه هو الذي ينير لهم طريق العلم والمعرفة.