ثقافة الإدراك

منى حبيب الرضوان

 

 

حين نمعن في التطورات التي تتابعت على المستوى العالمي في كل الاتجاهات الأنسانية نجد أن هناك ثقافة فرضت نفسها بحيث اقتحمت حياتنا وصرنا نتعاطاها بكل مذاقاتها ، إنها ثقافة التعايش مع كل جديد وطاريء، من حيث الجانب الإقتصادي فقد أصبحت لدى المجتمعات فكرة واضحة عن الشركاء في صناعة المال وفنون التجارة .
وبما ان الولايات المتحدة تقود أعظم إسطول تجاري في المنطقة العربية فقد أخذت نصيب وافر من حيث الألمام بكل مايدخل في نطاق سياستها المالية المتحكمة في مشاريع المال والأعمال رغم تسلطها في مجالات معينة ومحددة ... إلا أنها تمكنت من التوغل في حركة التداول التجاري ...مما أكسب الفرد في المنطقة فكرة واضحة عن هذا الشريك ....ومن جهة أخرى تكونت في المجتمعات العربية وعلى مستوى الخليج العربي بالذات فكرة واضحة عن علاقة التحركات التجارية بصناع السياسة .
ولندع للفكرة ان تطرح نفسها وتبرز العلاقة في تحليل بسيط ، أن المتحكمين في دهاليز السياسة لهم علاقة وطيدة بالنظم التجارية ... ديك تشيني نائب الرئيس السابق جورج بوش الأب والرئيس المنتهية ولايته الأبن ... فهذا الرجل الذي يمسك بدفة السياسة يتحكم بعجلة النفط في مشاريع كبرى، وهناك أمثلة كثيرة لايقصد بها التعداد إنما الأستدلال .
ومما يلفت الأنتباه أن الفرد في المجتمع ربط قضاياه وحقوقه بتلك التحركات فصار يدعم ويقاطع من خلال تلك الادراكات .. مما قد يخدم المصلحة العامة في الحفاظ على قضايا واضحة المعالم ...ويضع الخطوط حول حقوقه التي ينافح عنها من حيث المامه بمعطيات وأسباب انتهاكها ومشاريع التوسع في إسقاطها ....رغم سلبيات الاحداث الجارية الا أن جانب الأنفتاح الأعلامي والثقافي جعل جانب المعرفة والأطلاع ليس مقتصراً على فئة معينة ولا عمراً معين فقد أصبحت في متناول الجميع وهذا مايجعل دائرة التهميش والأقصاء تضيق اكثر وتتسع مساحات الأدراك في ما يخص المجتمعات من حركة تطوير وتثقيف.