أبي الحنون ... ستظل نبراس حياتي

في رثاء والدي رحمه الله.

النفوس الطاهرة لا تموت، تبقى اثارها في الدنيا ولا شيء يمكن ان يمحو افعالها. أننا نؤمن بأن الموت حق، ولكن الفراق صعب، لم تمض سوى أيام قلائل على فقدك يا والدي الحبيب، وتوسد جسدك الطاهر الثرى، رحلت عنا تاركاً بصمة شوق في قلبي لن يمحوها الزمن.

أأبكيك.. أم أبكي على حالي، افتقدتك يا من كان قلبك أنقى من الذهب ولسانك أعذب من الماء الزلال، إن قلمي عاجزاً أن يكتب فيك رثاء يليق بك، فالحزن بفقدك عظيماً، ورحيلك عنا كان مؤلماً ومفجعا، رحلت ورحلت معك الكلمات الجديرة برثائك، ولم يبق منها إلا القليل في حقك.

في العاشر من صفر ارتفعت روح أبي، شخص تفرد بنوعه، كان قدوة مثالية رسخت في القلب والعقل، ستبقى مخلصة لذكراك يامن احسنت وعطفت وارتقيت بالمعاملة، يا من كان الحسين عشقك وجنونك وخدمتك له كانت سلوتك، ابي ايها الجبل الشامخ وصاحب القلب الصبور لم ترحل، إنك تعيش في روحي وروح اخواني وجميع اسرتي واقربائي والناس الذين لفقدك تألموا كثيرا، ولمن لم يعرف من هو حسن آل ثاني... هو الرجل صاحب الخلق الطيب والكريم والحنون وخادم أهل البيت طاهر النفس صافي ونقي القلب،» ابا أحمد «لم ترحل بل تعيش بيننا بابتسامتك بطيب ذكرك وكريم افعالك ونزاهة روحك وبدنك تعيش بيننا في جوارحنا.

أبي يا أسطورة جسدت أسمي معاني الاخلاق والطيبة تخجل الأحرف أن تعنونه واكتفت بالصمت واحتباس الدموع طمعا أن تطبع صفاته سهوا في شخص ما، أبي أفتقدك سنداً وتوجيها ورحمة وعطاءا ونعمة زالت بكل أسف من بيننا، أبي لو قضيت عمراً فوق عمر أدعو لك في كل لحظة لن أوفيك بعض حقك،.

أبي الحنون وإن غاب شخصك عن سمائي ستظل نبراس حياتي وشمع ينير ظلامي، ستأتي المناسبات وتزداد العين شوقا ويزداد القلب آلما وتزداد الوحشة والوحدة دوما ويزداد الليل ظلاما والكون حولي جمعا ولا ينفع بدونك فرحا ولا يأتي من غيرك املا وليس كمثلك رجلاً ولا يعوضك سنداً، اثقلت السنين كاهلك وأنت كالنخل معطاء لا يوما شكوت ولا تذمرت، احتضنتنا يديك الحنونة المعطاءة في الصغر واحتوتنا ابتسامتك في الكبر، إليك يا أبي الحنون الذي رحلت عن هذه الدنيا ولم تودعنا، فاجعة عجزت عن وصفها الكلمات، وأيام مرت شعرت بألمها وقسوتها فقدت فيها الروح الحانية، والصدر الحنون والبلسم الشافي، وحطّمتني قسوة رحيلك وهدني لوع المصاب بك.

رحمك الله يا أبي، وكلماتي القليلة لن تفيك حقك، جعلك الله في اعلى درجات الجنان تنعم بما ينعم به عباده الصالحين.

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية