المعلقة الثامنة .. على جدار كعبة الحسين عليه السلام

مقطع من قصيدة (المعلقة الثامنة .. على جدار كعبة الحسين عليه السلام):

قفا فَالعينُ في الوادي تجولُ
تجولُ وَدمعُها سيلاً يسيلُ

إلى مَن في الوغى أمسى ذبيحًا
أقولُ وَهل تُرى خيرًا أقولُ

فَقدْ خلطَ الترابُ دمَ التَّفاني
وَلمْ أعرفْ إلى أيٍّ أميلُ

إمامي إنَّما ذبحُ الغيارى
لَفاجعةٌ هَذتْ منها العقولُ

رِضًا بِالحالِ مِن بعدِ المآسي
ولٰكنَّ العزاءَ مَعي طويلُ

فَلو يُجدي البكاءُ لهُ وَأبكي
لَأغرقتُ الدُنى وَأنا أُعيلُ

لِحزنِ القلبِ شريانٌ مهاجٌ
لَحزنُ القلبِ ذكرى لا تزولُ

وَلا يغدو نسيمُ الصُّبحِ حُلوًا
إذا ما مرغمًا كانَ الرحيلُ

أراكَ مخضَّبًا في أرضِ موتى
كما القتلى ولا تدعى قتيلُ

كما القتلى ولا تلقاهُ قتلاً
لَعمري عندكَ الشيءُ الجميلُ

لِآباءٍ إباءٌ فيكَ يبدو
لذا إنَّ الإبا حقًّا أصيلُ

إذا شُنَّتْ على مَن ماتَ حربٌ
فَكلُّ مُناصرٍ فِيها دخيلُ

رمى عودًا عساهُ يصيرُ غصنًا
يظنُّ بِأنَّ ليس لَهُ مثيلُ

أما يدري ركبنا الغيمَ بردًا
نَرومُ وَلا بدا فينا جُفولُ

بقينا نرتوي من ماءِ نهرٍ
فراتٍ عَلَّمَ الدنيا أصولُ

لكَ الماءُ الزلالُ طوى حياءًا
مَصبَّ النهرِ كي تُروى سهولُ