المرأة ودورها الإنساني في التطوع

إن #المراة ودورها الانساني و #الرسالي في التطوع وحب الخير قيمة #إنسانية جليلة تزيد قيمتها ويعلو شأنها حين تتجسد وتتحول إلى عمل إنساني نبيل وملموس ويبعث السعادة والفرح ويمسح دمعة يتيم محزون ويخفف عنه ألم الحرمان والشعور بالضعف أو قلة الحيلة ..

عندما يواسي قلب متعب حزين ويعّٓلم اﻷمّي ويثقف المحتاج ويبعث الرضا والفرح في نفس صاحبه ،  ويشيع روحاً من اﻷلفة والمحبة تجسم اﻹيمان والنسيج الواحد بين المجتمع في أرقى صوره ، ويحول المجتمع إلى جسد واحد متين وقوي ويبعد عنه اﻹنخذال والتشتت ليعيش المجتمع في أمن وسلام ورقي إن توحد هذا الجسد وأصبح كتلة واحدة.

وقد ضربت مؤسساتنا الخيرية أروع الأمثلة وأسماها ، حينما تتفاعل مع هموم اليتيم والضعيف لتشكل مأوى وملاذ ، ورفع قيمة الإنسان المحروم ، وتقدم له فرصة الإندماج في المجتمع ، بل وتكافئ المتفوق في تحصيله العلمي كي يقف شامخاً وفرداً قوياً متفوقاً من أفراد المجتمع ، يبني ويقدم أروع فصول الإبداع والتفوق في مجتمعه وأمته ويبني نفسه ووطنه .

كما جسدت هذه المؤسسات أروع الأمثلة في العناية بالمحرومين والأيتام ، عندما شكلت لجان تحمي هذه الفئة ، وتركز عليها وتكرم المتفوقين منها ..

ومن هذه اللجان كافل اليتيم بخيرية القطيف وغيرها من المؤسسات الخيرية ، ضربت أمثلة رائعة وهي تضم نماذج نسائية يجمعها حب الخير وروح العمل التطوعي ، في جانب يسعى لرسم بسمة على ثغر يتيم و مسح دمعته ، أو توسعة على محروم وتضميد جرحه ، أو مواساة لفقير أوجبر لكسير يدفعها بذلك إيمانها وإنسانيتها التي توقن أن الله يضاعف أجر من أحسن عملا ..

بل هو من أسمى رسالات التطوع الإنساني عندما يقدم لهذا المحروم المتفوق تذكار رمزي بهدف دعمه وتشجيعه  لمواصلة تحصيله  الدراسي والمهني ، عندما يجد من يدعمه ويهتم به  وينشله من حافة المحرومين والضعفاء ويقدمه للمجتمع كفرد منتج مستقبلا.

إن المتطوعات في لجنة  التكافل الاجتماعي والتي تعنى بالفقراء ولجنة كافل اليتيم  وتعنى بالأيتام بخيرية القطيف ، وغيرها من المؤسسات الخيرية التطوعية في منطقتنا ، تدرك جيداً دورها الرسالي ، و تدعم وعيها الثقافي كأم تشعر بهذه الفئة من المجتمع ، ومدى قيمة الحياة الكريمة لهم عندما تقدم أسمى مراتب التطوع الإنساني مساهمةً بوقتها وجهدها في عملية تنمية مجتمعها لكي يفتخر بأفراده صالحين .

وهذه المبادرة من الجانب النسائي في كافة مراكز مؤسساتنا الخيرية في العمل التطوعي تهدف إلى الوقوف على حقيقة واقع تطور الوعي الفكري لنساء مجتمعنا ، والواقع المخلص والجاد أثناء انخراطهم في مجال العمل التطوعي وبالذات الخيري ، ليعرفنا على مدى حرص هذا العنصر على تهيئة  أفراد مجتمع صالحين ، سواء داخل محيط الأسرة أو في أي مجال آخر،  كنطاق العمل  التطوعي ، ومعرفة مدى إسهام المراة في القطيف في هذا النوع من العمل الخيري التطوعي ودورها الحقيقي في تنمية المجتمع وتحصين أفراده بوعيها وإدراكها الأمومي المخلص.

نقول لكل إمرأة أن نجاح العمل التطوعي الخيري ومؤسساته يعتبر مقياساً تقويمياً لمستوى الأمم والأفراد ، وعاملاً من عوامل التوزان والتكامل بين كافة الطبقات وهو صمام وقائي يحمي الفرد والمجتمع ، مما يساعد على تقليص الجريمة ونزع أداة الشر والحسد والإنتقام من بين الفئات المحرومة .
لهذا يجب تقوية المؤسسات الخيرية من الداخل ودعم المشاريع القائمة على بناء الإنسان لذاته وحمايته ، ودعمه ليكون عضواً فاعلاً في المجتمع .
كما يجب على القيادات الإدارية تحديد إستراتيجيات وأهداف للعمل الخيري ، ودعم الأفكار التي تصب في مصلحة الفرد والمجتمع

ويعتقد البعض أن النية الحسنة وسمو الدافع يكفيان للقيام بالعمل الخيري وتحقيق أهدافه ،
 اذا لم يكن هناك هدف مرسوم وواضح وخطة منظمة ترتكز عليها حتى تقدم للمجتمع أروع سمات التطوع الخيري الإنساني بجماله ورقيه ، ولكي تنجح عملية النمو والتنمية في أي مؤسسة  خيرية مهما كان نشاطها لابد من تخطيط سليم ، والتزام بالتعهدات والخطط المرسومة ، وتسهيل عملية نشاطها والقيام بمهامها .
وكما تطلب المؤسسة من المتطوع فيها التعهد بالتزامه بمهامه .. يجب  أن تتعهد بالمقابل باستيعاب أهدافه وتطلعاته  ..
فالمتطوع يريد من المؤسسة إشعاره  بالإحترام والثقة ، والتعامل معه بشفافية إضافةً الى تسهيل مهامه ومساعدته في تنفيذ أفكاره  واستغلال طاقاته إستغلال مفيد ، وأن تختار المؤهلين فعلياً للقيام بتنفيذ المهام المناسبة لهم  .

ومن الواضح أن في العمل الخيري دائماً ما تكون المرأة متميزة في أدائها ودورها التطوعي و الرسالي المخلص ، بجودة في الأداء وسرعة التنفيذ وبالذات عندما يتعلق العمل بقضية إنسانية إجتماعية  مثل التبرع ، وكفالة الأيتام ،  ورعاية المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة ، وغيرها من الأعمال الانسانية  .

إن هذاالجانب بالذات تتقن المرأةالقيام به بكفاءةٍ وبراعة.

لهذا يجب أن نسهل عملية إنخراط المرأة في مجتمعها،  ومساهمتها في تقديم هذه الخدمات الجليلة وإسناد المهمة لها بكل ثقة و محاولة تسهيل كافة المعوقات المادية والمعنوية ، كتسهيل المواصلات الذي يُعد أمر هام يعيق تحركها وإنجازها لعملها بالشكل المطلوب ، كما أن لتفعيل دورها الإعلامي مكسب كبير ، بصفته السلطة التي تمتلك تأثير واسع في نشر ثقافتها ..
 
وكذلك تفعيل دورها ومشاركتها في صنع القرار وتنفيذ ما تطرحه من برامج تُثري أهداف المؤسسة الخيرية ، بكل سهولة ويسر .

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية