هو أجمل بدون قناع

تميز بشخصية جميلة ومرحة اختطف الأنظار والقلوب معاً في المادة التوعوية الذي أنتجها مركز وعي للاستشارات التربوية والتعليمية  مؤخراً بعنوان  " هو أجمل بلا قناع " وأطلقها في 21 آذار (مارس) اليوم العالمي لمتلازمة داون  ، إنه مصطفى جمال الذي بث رسالة للأسرة والمجتمع بأهمية تقبل واندماج الطفل المعاق. 
 
فمن المعروف أن ''متلازمة داون '' هي مرض ينجم عن اختلاف في الكروموسومات ويسبب تأخرا في النمو البدني والعقلي، ووفقا للجمعية الوطنية لمتلازمة داون، فإن هذا التشوه واحد من أكثر الاختلافات الكروموسومية شيوعا".
 
وتشير الإحصاءات أنّ بين كل 554 ولادة في السعودية هناك حالة مصابة بمتلازمة داون، حسب ما نشرته ''الاقتصادية '' في عددها 7100 بتاريخ 20 مارس  2013.
 
وبرغم التطورات الحديثة في المجالات الطبية والعلاجية فإنه لا يوجد في الوقت الحالي علاج لأطفال متلازمة داون. ويعود ذلك إلى عدم القدرة على تغيير التركيب الجيني، لكن يمكن التخفيف من المشكلات التي يتعرضون لها بتوفير الرعاية الصحية الجيدة ، والحرص على المتابعة الصحية بشكل دوري لاكتشاف الأمراض التي قد يتعرضون لها فور حدوثها ومحاولة الحد من إصابتهم بالعدوى المتكررة، بالإضافة إلى التأهيل والحد من الآثار السلبية للإعاقة وجعلهم أكثر فاعلية واعتمادا على الذات مع توفير مناهج تعليمية خاصة لتفعيل قدراتهم وطاقاتهم الإدراكية، وبالتالي رفع الوعي المجتمعي وتحقيق الدمج العادل وضمان كامل حقوقهم الإنسانية.
 
 لقد لاقى الطفل المعاق عموماً اهتماماً كبيراً في الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية حيث أقرت اتفاقية حقوق الطفل في المادة ٢٣ بشكل كامل على حقوق الطفل المعاق في  الحياة والعيش حياه كريمة وعلى الرعاية الخاصة في التعليم أو الصحة أو التدريب أو إعادة التأهيل وبضرورة منع إلحاق الأذى به ومحاولة توفير الحماية الكافية له لحين وصوله لسن ١٨ عاماً .
 
 كما أكدت أيضاً كافة الأنظمة والتعليمات الصادرة عن المملكة العربية السعودية على حقوق المعاق كمواطن له كافة الحقوق والتي توجهت بصدور النظام الوطني لرعاية المعوقين رقم (م/٣٧) بتاريخ ٢٣/٩/١٤٢١هـ.
 
من هنا ينبغي على الدولة والمؤسسات الأهلية على حد سواء العمل على تنشيط الحياة الاجتماعية لهذه الفئة من الأطفال ومساعدتهم على اكتساب أنماط سلوكية متعددة ومعارف متجددة لتزيد من انتمائهم لمجتمعهم فهم جزء لا يتجزأ من النظام الاجتماعي لهم كامل الحق في ممارسة دورهم على أكمل وجه بشكل فعال .
 
ختاماً يمكن لهؤلاء الأطفال الاستمتاع بحياة كالأطفال الأسوياء ، وذلك من خلال إيجاد البيئات التأهيلية الجيدة المتمثلة في التدخل المبكر تربوياً ونفسياً وطبياً، ومواصلة العلاج مدى الحياة وبالتالي " فهو أجمل بدون قناع.

 


 

متخصصة في حقوق الطفل
مديرة مركز تنمية الطفولة ( سلام )