الاختصاصي الخميس: التربية الجنسية حاجة و ضرورة موضوعية للمجتمع والأفراد

خلال ندوة "التربية الجنسية للأبناء التوجيه والضمان" بمركز وعي

شبكة أم الحمام

استضاف مركز وعي للاستشارات التربوية والتعليمية مساء يوم الأحد الماضي 14 ذي القعدة ١٤٣٣هـ الاختصاصي مصدق آل خميس في ندوة بعنوان "التربية الجنسية للأبناء ... التوجيه والضمان".

وفي البداية رحب مقدم الندوة الكاتب عماد الدبيسي بالاختصاصي الخميس، وهو خريج جامعة الملك سعود، ويعمل اختصاصي نفسي بمستشفى القطيف المركزي، وهو عضو في عدة لجان في نفس المستشفى، وعضو في الهاتف الاستشاري بجمعية القطيف الخيرية، شارك في أنشطة و فعاليات و محاضرات على المستوى الرسمي و الاجتماعي.

الاختصاصي الخميس بدأ حديثه بان التربية الجنسية بحاجة ماسة و ضرورة على ان تكون موضوعية ومناسبة للمجتمع والأفراد. ومن أهداف هذه التربية الجنسية التوعية الجنسية التي تسعى إلى بناء اتجاهات سليمة لدى الناشئة نحو الجنس والأمور الجنسية ضمن شروط المجتمع الذي يعيشون فيه. وتلك ليست بإشكالية سهلة في كل الأحوال.

وبين الخميس إلى ان من أهداف التربية الجنسية هو تعديل المفاهيم الجنسية المنحرفة و الخاطئة، وفهم الحدود الشرعية في ضبط السلوك الجنسي، بالإضافة إلى تعلم أدب وأخلاقيات الجنس وقبيحة العادة السرية، وأهمية التعرف على مسؤولية الآباء تجاه الانحرافات الجنسية، ومعرفة ضوابط إعطاء المعلومات الجنسية.

وأشار الاختصاصي الخميس إلى الدافع الجنسي يعتبر من أقوى الدوافع الفطرية لدى الإنسان، وأكبرها أثرا ً في تفكيره وسلوكه وصحته النفسية. مضيفا ان دور الجنس لدى الإنسان تطور وازداد تأثيراً واتساعاً عن باقي الكائنات الحية الأخرى، لمعرفة الإنسان ارتباط الجنس بالإنجاب وتأثيره الهام على العلاقات الاجتماعية.

وأكد الخميس ان الدافع الجنسي لدى الإنسان يتميز بمظاهر مختلفة تميزه عن بقية المخلوقات، منها: المظهر البيولوجي، مظهراً ذاتياً كخبرة حسية ونفسية وفكرية، ومظهر أخلاقي واجتماعي وثقافي واقتصادي.

مشيرا إلى ان الفرق بين "الإعلام الجنسي" و "التربية الجنسية" ان الإعلام الجنسي يبحث أمور الجنس بصورة مجزأة ومحدودة، ولا يواكب مسيرة حياة الطفل (بل لا يستطيع مخاطبة الطفل) إلى المراهقة وإلى الشباب، وأحياناً يكون هدفه تجاري، ولكن هذا لا يمنع أن يكون أحياناً منهجي وجيد.

بينما التربية الجنسية هي التربية والتعليم المنهجي والمستمر، تبدأ في الأسرة ثم يقوم المجتمع والمدرسة بالمتابعة، ويعتمد في هذه التربية ما هو معتمد من عادات وقيم وتشريعات دينية.

وبين الخميس ان الأب والأم هما الجهة التي يفضل أن تكون مرجعية للطفل في تعلمه وتثقيفه جنسيا، حيث يرى البعض إن الأفضل أن يقوم الأب بهذه العملية بالنسبة للذكور، والأم بالنسبة للإناث (وبعضهم يرى إنه من الممكن أن تقوم به الأم للذكور والإناث معًا، لأن الأم هي مؤهلة أكثر من الأب للحديث في هذه الأشياء، وهي أرحب صدرًا، وأطول بالا، فتستطيع أن تستوعب أسئلتهم أكثر من الأب).

مضيفا في الواقع إن الكثير من المشاكل التي تواجه أبناءنا ليست ناتجة عن عدم دراية أو نقص بالثقافة الجنسية، بل هي ناتجة عن عدم توافق العادات والتقييمات التي تنظم وتضبط العلاقات الجنسية المعتمدة والمنتشرة، مع الظروف والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الموجودة لدينا.

وعن كيفية تقديم المعلومة الجنسية للطفل، وما الذي يجب على الآباء قوله لأبنائهم، قال الخميس: "يجب أن تكون المعلومة الجنسية المقدَّمَة للطفل بسيطة وإيجابية، فكثير من الأهل يقدمون لأطفالهم المعلومة الجنسية بطريقة غير مقبولة أو منفرة، وكأنّها معلومة جسدية فقط وهذا خطأ، فلابدّ أن تكون المعلومة مقدمة بطريقة علمية فسيولوجية حياتية ودينية وقانونية، فحين تقدم المعلومة بهذه الطريقة يأخذ الطفل الموضوع بصورة أكثر جدية".

وأشار إلى أهمية إخبار الطفل بأنّ الجنس في حياة الإنسان نعمة جميلة، وهبة من الله سبحانه وتعالى، لكن لا يمكن استخدامها خارج القانون الديني أو الأخلاقي، كذلك تعليم الطفل معنى حرمة الجسد وخصوصيته، وضرورة احترام قانون المجتمع.

وعن أهداف التربية الجنسية و الأهداف من التربية الجنسية، أوضح الخميس أنها تمكن الفرد من بناء علاقاته الزوجية والأسرية بحيث تتم هذه التربية بشكل ينمي الشخصية والتشارك. كما أنها تمكن الفرد من تنمية علاقاته بالجنس الآخر وأن يجد في هذه العلاقات تنمية ذات مغزى لحياته وحياة شريكه.

وختم الاختصاصي الخميس حديثه بان من أهم الطُّرق العلاجيَّة والتربويَّة لمشكلة الاعتداء أو التحرُّش الجنسي، يُمكن إجمالها في النقاط التالية:

أولا: تقوية العلاقة بين الأمِّ والطفل؛ للتخفيف من آثار الاعتداء الجنسي على نفسيَّة الطفل، ولأجْل حمايته مستقبلاً من أيِّ اعتداءٍ جنسي آخرَ.

ثانيًا: التثقيف الجنسي للطفل، من خلال تعليم الطفل مفهومَ الحياء والاحتشام، من خلال قواعد السلوك في المنزل؛ كعدم السَّماح له بالمشي عاريًا، أو بلباسه الداخلي، وحين تَقومين بتنظيف ابنك الأصغر، أو تغيير ملابسه، فاعْمَلي على سَتْر عَوْرته عن إخوته، مع الحِرص على عدم إدخالهم الحمَّامَ في وقتٍ واحدٍ للاستحمام، وكذلك فصْلُهم في الأَسِرَّة عند النوم.

يشار إلى ان "مركز وعي للاستشارات التربوية والتعليمية" تشرف عليه المهتمة بحقوق الطفل غادة السيف التي قالت في ختام الندوة ان  الأسرة هي المسؤول الأول عن التربية الجنسية للطفل وقد يسهم الوالدين بشكل شعوري او لا شعوري  في اضطرابات جنسية لأبنائهم نتيجة غياب الوعي بأسس التربية الجنسية الصحيحة، لهذا سعى المركز لإقامة مثل هذه الأمسيات التي من شانها تنشر الوعي في قضايا الطفل في المجتمع .وفي الختام قدم المهندس صادق الرمضان شهادة شكر وتقدير للاختصاصي مصدق الخميس تقديرا له.