مشكلة الخلط بين حرفي الضاد والظاء

 

 

 

يخطئ كثير من الدارسين والطلبة في نطق واستخدام حرفي ( الضاد والظاء) ويتمثل ذلك في الخلط بينهما ، وقد تميزت مناطق الجزيرة العربية بالخلط بين الحرفين ؛ بسبب سماع الصغار من الكبار ، فالسكان الذين يقطنون بجوار الخليج العربي كسكان  المنطقة الشرقية والبحرين والكويت وقطر وعمان ،عادة ً ما يقلبون  ( الظاء) إلى ( ضاد ) ، فتكون جميع الكلمات عندهم بحرف ( الضاد) ، إلا أنهم فيما بعد وبسبب اختلاطهم ببقية العرب بدأت تتداخل عندهم مسألة النطق  بين الحرفين فلا تجد من بقى على حاله السابق إلا من بقي محاذيًا للخليج العربي ،أما بقية مناطق الجزيرة العربية كمنطقة نجد ومرورًا بالعراق والشام فهم على العكس تمامًا فينطقون كل الكلمات بحرف ( الظاء) ؛ أي أنهم يقلبون ( الضاد ) إلى ( الظاء) .

ومع أن هذين الحرفين هما حرفان مستقلان عن بعضهما إلا أنهما يعتبران من أهم المشاكل اللغوية عند الدارسين والوعاظ والخطباء والمتكلمين، حتى أصبح من غير المستغرب أن تجد خطيبًا مفوهًا يخلط بين الحرفين وذلك لكثرة دورانها بين عامة الناس.

ومع أننا نكرر نطقهما عدة مرات في اليوم من خلال قراءة سورة الفاتحة إلا أنه مازال بعضنا يخلط بين الحرفين فينطق ( الضالين ) بالظاء فيقول ( الظالين ) ، وهذا إبدال لحرف مكان حرف آخر ؛ ويترتب عليه اختلاف المعنى فـ( الضالين ) تعني التائهين ، أما ( الظالين ) فتعني الجالسين تحت ظل الشجرة .

إلا أن الأمر يزادُ سوءًا إذا عرفنا أن الخلط وصل إلى ألسن المعلمين والأساتذة لاسيما معلمو المرحلة الابتدائية الذين يتعلم منهم الطالب في بداية مشواره الدراسي ، والذين يغرسون النواة الأولى للطلاب الصغار ، فينشأ التلميذ على سماعه لمعلمه ، حتى صار تلاميذنا يسألوننا أثناء الإملاء بعفوية ٍ هل هذه الكلمة (بالعصا أو بدونها ) يقصدون هل هي ( الضاد ) أم ( الظاء) ، ولم يكن الكبار بأحسن حال منهم إلا في طريقة السؤال ؛ فالكبار يسألون هل هي المشالة أم غير المشالة ؟ وهو نفس سؤال الصغار  إلا أن التعبير أرقى بحكم الثقافة والتعلم ، ومن هنا نعلم أن المشكلة هي من أساس تعليم الطفل حتى تفاقمت ووصلت إلى حد أقلق اللغويين والتربويين فاجتهدوا في وضع الحلول للحد من تلك المشكلة ، فنظم بعضهم أبيات للكلمات التي تحتوي على حرف ( الظاء) حصرًا لها كالداني والحريري .

وقد رأيت أن أضع بين أيديكم جانبًا من تلك الحلول حتى تعم الفائدة للجميع. هناك من اللغويين من رأى أن الحل يمكن في تحديد مخرج كل منهما ، ولمعرفة مخارج الحروف كما هو مقرر عند اللغويين : أن تضع حرفًا متحركًا أمام الحرف المراد معرفة مخرجه ثم تسكن الحرف المراد تحديد مخرجه  ، فعند وضعنا – مثلاً – الهمزة قبل ( الضاد ) ( إِ ضْ ) نرى أن مخرج حرف الضاد يكون من حافة اللسان مع الضرب في الأسنان العليا ، وعليه أي كلمة تكون بهذه الصورة يُحكم عليها أن تكون بحرف الضاد .

أما مخرج حرف ( الظاء) بناءً على القاعدة السابقة ( إِ ظ ) فيكون مخرجه بخروج حافة اللسان بين الأسنان العليا  ، فأي كلمة يكون مخرجها هكذا يُحكم عليها بأن نطقها بحرف ( الظاء) ، وهذه الطريقة كما ترون فيها من الصعوبة خاصة عند الصغار وعوام الناس .

وهناك من حاول جمع الكلمات التي بحرف ( الظاء) في قائمة  نظرًا لقلة الكلمات الواردة بهذا الحرف  ، فرآها ثلاثا وتسعين كلمة ، ثم اختصرها إلى اثنتين وثلاثين كلمة ً نظرًا لقلة استعمال بعضها وهذه الكلمات هي (1- الحَظ بمعنى النصيب 2- الحِفظ  وهو ضد النسيان 3- الحَظر وهو المنع 4- الحَظوة بمعنى الرفعة 5- الظلم 6- الظليم  وهو ذكر النعام 7- الظبي وهو الغزال 8- الظبة وهي طرف السيف 9- الظعن وهو السفر بالنساء 10- الظرف 11- الظريف 12- الظن 13- الظِل 14- الظفر وهو ضد الخيبة  15- الظهر 16- الظلماء 17- الكظم وهو كتم الحزن 18- اللحظ وهو النظر 19- اللفظ 20- النظم 21- النظافة 22- النظر 23- العظم 24- العظيم 25- العظل وهو الشدة 26- الغيظ وهو الحنق 27- الفظاظة وهي القسوة 28- الفظاعة وهو الشنيع 29- التقريظ وهو مدح الحي بالشعر 30- المواظبة 31- الوظيفة 32- اليقظة وهي ضد النوم ) فهذه الكلمات التي يكثر تداولها بين الناس والتي تحتوي حرف ( الظاء) وكذلك ما يشتق من تلك الكلمات يكون بحرف الظاء ، وكما تلاحظون فإن هذه الطريقة تميل إلى الحفظ  وربما أن هذه الطريقة تناسب طلاب المدارس أكثر من غيرهم.

وهناك من اجتهد وقال إن أي كلمة تبدأ بأحد هذه الأحرف ( أ – ت – ث - ز – ط – ص – ض – س ) فإنها لا يمكن أن يكون فيها حرف ( الظاء).

هذه أهم الحلول التي تناولها اللغويون لتفادي تلك المشكلة، ولعل كل منا يأخذ بالطريقة التي تناسبه والتي بالنهاية تقيه الخلط بين الحرفين.

معلم لغة عربية بمدرسة السلام الابتدائية بسيهات .