كان مثلا يحتدى به الحاج المهندس جاسم ال قواحمد

 

بسمه تعالى والصلاة والسلام على رسوله واله.

ما عسانا ان نقول غير الاسترجاع وما عسانا ان نهدي غير الدعاء.  اللهم تغمده برحمتك واسكنه الفسيح من جناتك والهم اهله (وخصوصا زوجته) واصدقائه ومجتمعه الصبر والسلوان، واجعل خلفه خير خلف لخير سلف، الهي امين.

راففته ما يقارب الخمسين عاما واريد ان اوجز مشاعري وفاءا له مع علمي ان ما اعلمه هو غيض من فيض.

  • كان كبيرا من دون تكبر – كان عندما يلبس عبائته ليذهب الى الكبار سريعا ما ينتزعها عندما يعود من مهمته ليعود الى سجيته الا وهي التواضع.
  • كان وسطيا من دون تكلف او تصنع – كان يمتلك نظرة فاحصة حيث كان يرى أن اختلاف المجتمع ليس في صالحه وكانه يستشهد بتلك الايه الكريمه "ولا تنازعوا فتفشلوا".  ولذلك استطاع ان يكون على مسافة متساويه بين جميع المدارس والاطياف.  اقول بكل اسف شديد ان بعضا من اهل العلم لم يوفق لمثل هذه السجيه.
  • كان يمتهن هدف العلاقه – واي علاقه؟ علاقة تحمل اعبائها الماليه لوحده (دعني اقول مع ثلة قليلة جدا)، علاقة تجاوزت حدود مجتمعه القطيفي وحتى المناطقي.  بالطبع هو دمج في هذه العلاقه بين المنفعه الشخصيه وخدمة المجتمع ولا ضير في ذلك، وما عليك الا ان تجول ببصرك لترى نتائج تلك العلاقات.
  • كان رضوان الله عليه ممن اعان على ذكر الله في ارضه وكانت تتجسد فيه هذه الايه "انما يعمر مساجد الله من امن بالله".
  • وكان ممن اعان امامه الحسين على مصابه بحق، وايضا تجسد فيه قول امامه الصادق "احيوا امرنا، رحم الله من احيا امرنا".  اذا كانت سيدتنا ومولاتنا تلتقط شيعتها يوم القيامه فانا اظن شخصيا (والله اعلم) انه سوف يكون من أوائل تلك النخبه.
  • كان عاملا صامتا – رافقته معظم ايام مرضه ايام الجمع لصلاة الجماعه وكنا نتنقل من مسجد الى اخر ولم اسمعه يوما ان نطق أو اباح لي انه شارك في تلك المساجد.  انا وانت نعلم باياديه البيضاء في اغلب هذه المرافق.
  • واخيرا كان مدرسة في الصبر بعد ابتلائه مع انه يعلم حقا ما به لان احد المستشفيات التي زارها في اوربا اخبره باستغرابهم بانه لا يزال على قيد الحياه ولم يفتك به هذا المرض لشراسته!  لكنه وكل امره الى الله وكأن ليس به بلوى، بل على العكس كان يعطي دروسا عالية في المعنويات والامل، حتى بين المقربين منه الذين كانوا على علم بما به.
  • ناهيك عن كل ما ذكرته لم اتحدث عن كرمه، والاخلاص في عمله، والتوجه بكله الى جلسائه في ديوانيته.
    نتمنى ان يلد لنا المجتمع مثيل ابي احمد.