لشفافيةٍ أكثر

 

جلس منفرداً في غرفة مظلمة..

حاول فيها أن يستجمع كل أفكاره٬ وفجأة٬ اتسع ثغره؛ ليشق ابتسامة عريضة في صفحة وجهه الملأى بالتجاعيد.

إنه الحوار .. نعم إنه الحوار .. هكذا كان يتمتم وهو متجه بسرعةٍ نحو القاعة الرئيسة.

أزال الغطاء عن الطاولة المستديرة٬ ونفض الغبار المتراكم على مقاعد المشاركين ثم رتبها بانسياب حول تلك الطاولة.

ونظراً لاختلاف الأطياف في ذلك الحوار قرر أن يجعل مجموعةً من تلك المقاعد باللون الأحمر٬ والأخرى باللون الأخضر. لا لا لا .. مجموعةٌ باللون الأسود والأخرى باللون الأبيض. لا لا لا.. فلتكن متعددة الألوان لضمان

شفافية أكثر. هكذا انتهى به الرأي السديد.

تراجع للوراء وألقى نظرةً فاحصةً عن بعد٬ وبعد أن اطمأن بأن كل ما تحويه القاعة في مكانه الصحيح٬ توجه بدوره ليشغل كرسي الرئاسة.

استخرج ورقةً من الدرج الخاص به٬ والتي كانت تحوي وعود السنة الماضية٬ وكمصادفةٍ لم تكن عجيبة أن هذه الوعود هي ذاتها وعود السنوات التي سبقتها! ملأ الفراغ المخصص للتأريخ٬ ثم وقع أسفلها متعهداً باستكمال مسيرة الإصلاح.

وبعد أن ارتاح ضميره المتعب ألقى بثقله على ذلك الكرسي وضغط الزر الأحمر الذي خصصه بجانب المايكرفون ليعم التصفيق أرجاء القاعة التي ليس فيها سواه!

حمد الله كثيراً لثقة الشعب به٬ أغلق الأبواب وازاح جثةً كانت تعترض طريقه ومضى..

أستاذ علوم .. خريج كلية المعلمين بالدمام