السياحة والقرية العليا

شبكة أم الحمام Abduladeem Al-Dhamen

 

زيارة واحدة لاكتشاف الأماكن السياحية في القرية العليا لاتكفي ، فحينما قررنا أن تكون محافظة القرية العليا إحدى محطات زياراتنا السياحية في مدن المملكة ، ونحن ندرك جيداً أن هذه المحافظة تضم كنوزاً من المعالم التراثية والسياحية .

في يوم بارد تغطي الغيوم أجواء القرية العليا ، منذرة بالمطر ، كان موعدنا لزيارة مالم يسعفنا الوقت لزيارته في المرة الماضية ، يرافقني صديق دربي الباحث التاريخي علي ابراهيم الدرورة ، وقد وضع محافظ القرية العليا برنامجاً يتيح لنا الفرصة لمعرفة المزيد من الأماكن السياحية ، ورافقنا الزيارة ، متجهين نحو مزرعة البابطين ، التي تضم قرابة 65000 ألف نخلة ، ومصنعاً للتمور ، وأكثر من 40000 نعامة ، ومصنعاً لامثيل له في الشرق الأوسط ، وهو مصنع الجلود وكل ما يستفاد من النعام ، إضافة إلى المحمية الجميلة للريم والغزلان والحباري والحمام بجميع أنواعه .

ومنها انتقلنا نمضي بين الأعشاب والمسطحات الخضراء ، حيث تعتبر القرية العليا من أكبر المدن في المملكة تصديراً للقمح ، وبين هذه المسطحات نتوقف قليلاً لنستمتع بالإبل ، نداعبهم ونسامرهم حتى ينتهي الوقت دون أن تمل منهم ، لأنهم يشعرونك بالحنان والدفىء .

وفي يومنا الثاني كان موعدنا لزيارة القرية السفلى ، هذه القرية الجميلة التي لو علم عنها مخرجين هوليود لتم تحويلها لساحة لصناعة الأفلام ، وهي فرصة جميلة للهيئة العامة للسياحة والآثار لتصنع منها معلماً سياحياً لامثيل له ، القرية بأكملها مهجورة ، ومعالمها بالكامل موجودة ، تقع في وسط صحراء ، من الممكن تحويلها إلى متنزه جميل ، ومتحفاً ، ومركزاً للزوار ، وتبقى البيوت الخرى على طبيعتها الجميلة مع ترميم بعضها والإحتفاظ بالبعض الآخر .

تجولنا وتوقفنا كثيراً بين أروقة المباني ، ونقوش الجدران ، ولأول مرة أجد رسومات على الجدران تشابه الرسومات التي في منازل منطقة عسير ، وسوف تكون هذه فرصة بالنسبة للدارسين والباحصين عن الرموز التراثية والنقوش الزخرفية المتواجدة في المنازل ، وهي مازالت تحافظ على طبيعتها الجميلة منذ تلك الفترة التي تعود في بنائها إلى قرابة المائتين عام ، والتي هجرها أهلها منذ أكثر من أربعين عام حتى الآن .

القرية العليا هي مشروع سياحي بالدرجة الأولى ، لما تكتسبه من إمكانات سياحية ، تساعد الزائر لاكتشاف التراث المجيد ، لذا نطمح أن تكون ضمن أجندة الهيئة العامة للسياحة والآثار لإهتمام بها ، وتنمية معالمها السياحية .

وهانحن نبحر في رمال وحقول و وديان القرية العليا ، نكتشف معالمها ، وندرس تاريخها ، لنقدمها للأجيال القادمة ، ولنهيء معرفتنا بها لحين زيارتنا السياحية ضمن برنامجنا المعرفي لاكتشاف معالم وطننا الغالي .

لمتابعة التغطية المصورة على الـ facebook