مــريــم

شاعرة سلامة جعفر

 مــريــم

الإهداء

لها ؛ لأنها كانت الحاضرةُ في روحي إيماناً لا يشوبهُ شيء

××××

تشطرين القلب يا مريم نصفين
تؤدين صلاة الضحكِ المنذورِ للجنةِ
تأوينَ إلى ركنِ من الموتِ حصين
و أنا
, وجلٌ وأقتص مني
اسمكِ السادر في روحي
الفرح
مريمٌ
هل تذكرين الصبح ؟
ديكَ الجارةِ المجنون؟
أوراقَ الشجيراتِ التي تهوي
و صوتَ المطرِ الطفلِ
الذي ينّسلُ من شباكهِ العلوي
عطراً من زجاجات ِالسماوات
بآياتكِ طهّرنْ مداهن و عاقبن فؤادي
إذ غوى في عشقِ نجمينِ
أزاغاه عَنِ الإيمانِ بالشعر
إذا ما انبجستْ منكِ قوافيهِ
و أوحتْ سورةَ الصبرِ
حائرٌ فيما تركتِ
فوقَ رفِّ العمرِ
يا المرُّ مذاقُ اسمك من دونكِ
يا اليمُّ بلا شاطئ يؤوي وجعي منكِ
أجيبيني
بحقِ الأبيضِ ألكنتِ على عرشهِ
تروين الحكايا
لطيورِ الفجر كي تغزل
من ضوئكِ ثوباً
يُدفئ الروحَ التي
روّعها البردُ و باتت
مثلَ مزمارٍ يخونُ اللحنِ

بالصمتِ!
و يُلقي ثقل ما أذنب
في جُبِّ هلالين
يفرانِ من الماء إلى الله ِ بهمسٍ ،
قد زرعتَ الشوق في الدربِ طويلاً
فإذا خاتلنا الحزن سندعو
إنه أنت و ذا حكمُ القدر
أ هنا كان اتكاء الوردِ ؟!
سحرٌ فاحشُ الحسنِ
على الخدين
يروي للندى المغبونِ
أسرارَ تفاصيلٍ موشاتٍ
بوحلِ الخطوةِ الأولى
على دربٍ من الفقدِ
و ما أدراك
ماذا يهدي المفقود للفاقدِ
و الوجد؟!
ضبابٌ، قلقٌ يسري
كمن يخطو على ريحٍ
فلا أهدت له من عصفها سلوىً
ولا احتالت على كونٍ من
الأوجاعِ بالنسيان والبُعدِ
أ يا مريم ُ لو تدرين
ماذا خلّفَ الشوقُ
بفوضاه على روحي
لكنتِ اليومَ في حلٍّ من الفُرقةِ
ما أغمضتِ عينيكِ
و ما أشعلتني جمراً لتُقري الليل من دمعي
و هاجرتِ !

31/7/2008