القواعد الثلاث لحياة مثمرة

القواعد والدروس والنصائح والعبر في حياتنا كثيرة جداً، وهي خلاصة ما أنتجته واستخلصته التجربة والخبرة الإنسانية عبر قرون طويلة، لتُصبح هي المناهج والأسرار التي تساعد البشر لتحقيق النجاح والتميّز في الحياة.

قواعد ودروس كثيرة ومهمة، بعضها يدعو لتعزيز القيم والمبادئ الجميلة، وبعضها الآخر يُحذر من الأخلاقيات والسلوكيات الخاطئة، قواعد ملهمة ومضامين ثرية، إذا اكتشفنا أسرارها وأدركنا تأثيراتها، سواء في أقوالنا أو أفعالنا، ستكون الوقود الملهم والدافع القوي لبناء حياة سعيدة ومثمرة. حاولت قدر الإمكان أن أنتخب ثلاثاً من القواعد الحياتية المختلفة من بين الكثير من القواعد والدروس المهمة، اخترتها لأنها عميقة ومثيرة، وتستحق التجربة والاستخدام، ونتائجها وفوائدها رائعة وحقيقية. القواعد الثلاثة لحياة مثمرة هي:

الأولى: وهي ”قاعدة حرق المراكب“ للكثير من الأفكار والآراء والمواقف والأحداث، فنحن بحاجة ماسة لممارسة هذه القاعدة الذهبية، وأن لا نفكر في العودة أو التراجع، خاصة حينما تجتاحنا عواصف الحنين وأعاصير الذكريات، حرق سفن الكثير من قراراتنا وقناعاتنا التي تجاوزها الزمن والمنطق، مغامرة جديدة وثرية ستعطي حياتنا قيمة ومعنى.

الثانية: وهي ”قاعدة المسافة“ لكل شيء في حياتنا، علاقاتنا وخلافاتنا وتجاذباتنا واصطفافاتنا وأحلامنا ورغباتنا ومشاعرنا، وكل شيء في حياتنا. لا بد أن نترك مسافة مناسبة وآمنة بيننا وبين الناس والأشياء، وأن لا نلتصق بشيء، مهما كان هذا الشيء، هذه المسافة الضرورية، ستؤمّن لنا خط الرجعة حينما نحتاج لذلك، كما ستمنحنا الفرصة السانحة للهروب متى ما أضطررنا لذلك. الاقتراب والابتعاد، قليلاً أو كثيراً، بحسب الظروف والتداعيات، فرصة جيدة لنا لنُشاهد الصورة الكاملة بكل موضوعية وواقعية.

الثالثة: وهي ”قاعدة الساعة الرملية“ والتي تُدهشنا كثيراً حينما نُشاهد سقوط الرمل في مدة زمنية قصيرة عبر ذلك العنق الزجاجي الضيق، الساعة الرملية التي تتكون من كرتين من الزجاج متصلتين ببعضهما بفتحة ضيقة يتسرب منها الرمل، وفراغ الكرة العلوية وامتلاء الكرة السفلية هو مقياس الوقت، وللعودة من جديد، لا بد من قلب الساعة، القاعدة/الرسالة التي تُسربها تلك الساعة الرملية التي لا يُعرف من اخترعها، هي أن لكل شيء نهاية، مهما كان هذا الشيء، وأن لكل إنسان محطة أخيرة، تتجمع/تتساقط فيها كل الذكريات والصور، تماما كتلك الساعة الرملية، والإنسان، مهما كانت قيمته ومهما كان تأثيره، له قدرة محدودة ومدة زمنية معينة للاحتفاظ بما يملك من قدرات وإمكانيات، لذا فعليه أن يستثمر وقته وجهده للاستفادة القصوى من كل الفرص والثروات التي يملكها قبل أن تتسرب من عنق الساعة/الحياة.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني