المواكب الحسينية.. الشعائر الخالدة

نحن في السويعات التي صادفت مصرع الحسين علينا أن نستحضر تلك الصور المريعة والمفجعة التي خلدتها ملحمة الطف، لا أظن أن التاريخ سجل ملحمة أعظم ولا أروع ولا أجل من ملحمة الطف.

علينا أن نستحضر الحسين وهو يخر من على فرسه بطلاً مضحياً مجاهداً باذلاً كل ما في وسعه في سبيل إحياء هذا الدين، في سبيل إعادة الحق، في سبيل إبقاء شريعة سيد المرسلين ، علينا في هذه اللحظات أن نتذكر ثلاث نقاط رئيسية اختصرها:

 

أولاً: نقد الذات:

علينا أن نعلم أن الحسين ضحى بكل شيء:

أعطى الذي ملكّه يداه إلهه

حتى الجنين فداه كل جنين

مارأينا أحداً على طول التاريخ أعطى كل شيء في سبيل الله ابتداءً من طفله الرضيع مروراً ببقية أبنائه وأبناء أخيه واخوته منتهياً بنفسه الزكية الشريفة التي لا يوجد على ظهر الأرض مثيل لها ولن يوجد كل ذلك في سبيل الحق في سبيل الدين تضحية من أجل هذا الدين إذاً علينا أن نستذكر ونحن نعزي ونحن نسير في هذه المواكب أننا في صدد نصرة ذلك المبدأ الذي ثار من أجله الحسين علينا أن لا نغفل من أجل المبادئ التي ثار من أجلها الحسين حين نلطم صدورنا أو تذرف عيوننا دمعاً علينا أن نتذكر العِبرة قبل العَبرة، العِبرة تعني تلك الأهداف التي قدم الحسين من أجلها ماقدم تعني تلك المبادئ التي ثار من أجلها الحسين تعني ذلك الدين الذي أرسى دعائمه الحسين .

 

ثار من أجل قضية كبرى وهي هذا الدين، علينا أن نتمثل هذا الدين في نفوسنا، علينا أن نتمثل هذا الدين في سلوكنا، علينا أن نراجع أنفسنا وديننا ونحن نعزي الحسين ومصاب الحسين، علينا أن نرجع إلى ذواتنا مُقيمين هل نحن فعلن على الخط الذي سار عليه الحسين هل نحن فعلن على المبادئ التي جاء من أجلها الحسين هل نحن فعلن على القيم التي ضحى من أجلها الحسين أو إننا والعياذ بالله في المعسكر المقابل للحسين ارجوا أن لانكون كذلك لكن علينا مراجعة الذات.

 

ثانياً التضحية من أجل القيم:

 علينا أن نتذكر تلك التضحيات الجسام ونراجع أنفسنا هل نحن مستعدون فعلن للتضحية بأنفسنا في سبيل هذه القيم؟ هل نحن مستعدون للتضحية بأموالنا في سبيل هذه القيم؟ أم أنها مجرد شعارات؟

ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما وإذا جد الجد قلتم حيدِ حياد، لا الذي نفهمه من هذه المسيرات إنها مسيرات ترسي في أنفسنا قيم التضحية قيم الدفاع عن الدين قيم الدفاع عن شريعة سيد المرسلين.

 

ثالثاً: أن تبقى هذه الشعائر مابقي ذكر الحسين :

 كثيرٌ هم أولئك الذين يحاولون إبعادنا عن هذه الشعائر تحت حجة أو أخرى كثيرٌ هي تلك الأبواق التي صارت تنعق في كل زاوية وزاوية لتبعدنا هذه الشعائر مرة باسم الهتك وأخرى باسم التشويه الحضاري لمذهب الشيعة والثالثة باسم ماذا؟

 

المهم أنهم يريدون القضاء على هذه الشعائر القضاء على هذه الشعائر الحسينية هو مقدمة أولى للقضاء على قضية الحسين والقضاء على قضية الحسين يعني القضاء على جوهر التشيع والقضاء على جوهر التشيع يعني القضاء على جوهر الدين هذه هي المعادلة لكنها تبدأ من هذه النقطة، علينا أن نستشعر الخطأ ونستشعر الخطر بعض الأوقات تنطلي على كثيراً منا بعض الكلمات المنمقة من بعض الأفواه التي تدعونا لترك هذه المسيرات وهذا اللطم وهذا التطبير وهذا وهذا.. لا أناقش المسألة هنا من زاوية فقهية فلكل منا مقلد يرجع إليه في الفتوة لكني أناقشها من زاوية ثقافية بقاء الحسين ببقاء المنبر ببقاء هذه المسيرات ببقاء هذه الشعائر وبقاء الحسين يعني بقاء التشيع وبقاء التشيع حقيقةً يعني بقاء الدين إذا أردنا أن نذهب الدين علينا أن نذهب بهذه الخطوة وهذا مايريده أعداء الحسين فالنُصِرَ جميعاً على بقاء هذه الشعائر من أولها إلى آخرها ونطور من حال هذه الشعائر ونشترك في هذه الشعائر " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "

وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ،،،

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
مناجاة علي
[ أم الحمام - القطيف ]: 5 / 2 / 2010م - 6:02 ص
رحمك الله ياشيخنا الغالي وأسكنك فسيح جناتة اللهم أنزل في قبرة وقبر أخي الشهيد شكري ال رضوان وقبور جميع المؤمنين والمؤمنات الضياء والنور والفسحة والحبور بحق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين