كيف نقرأ التاريخ؟

قررت وزارة التعليم إضافة صلاحية جديدة لمديري التعليم في المناطق والمحافظات، تتمثل بالموافقة على الدراسة المسائية، وفقا للأنظمة واللوائح المنظمة لذلك والضوابط الصادرة من الوزارة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على ألا تتحمل الوزارة أي تكاليف مالية وعلى ألا يؤثر ذلك على سير العمل.

استيفاء الإجراءات

جاء ذلك في تعميم حديث لنائب وزير التعليم الدكتورعبدالرحمن العاصمي، أشار فيه إلى تعميمه السابق بتاريخ 1441/‏9/‏20، الخاص بتفويض الصلاحيات لمديري التعليم، حيث نصت الصلاحية «السابعة» على الموافقة على الدراسة عن بعد، والدراسة نهاية الأسبوع، والدراسة الحدودية، لمنسوبي الإدارة، بعد استيفاء الإجراءات اللازمة لذلك.

إنهاء العمل

قال نائب وزير التعليم في سياق التعميم الموجه إلى جميع مديري التعليم في المناطق والمحافظات: «نظرا لما وردنا من طلبات إدارات التعليم، ولما تقتضيه المصلحة من تسريع إنهاء العمل، نخبركم بموافقتنا على إضافة الموافقة على الدراسة المسائية لمديري التعليم لصلاحياتكم».

التاريخ هو ”دفتر الأمس“ الذي تغص صفحاته بكل تلك الأفكار والأحداث والوقائع التي شكّلت حقباً زمنية متراكمة ومتعاقبة، ليتحوّل ذلك الدفتر العتيق مرجعاً للبشرية. التاريخ، سجل زمني طويل وحافل، يبدأ بالأمس السحيق ويمر باليوم الحاضر ليصل للغد الموعود. التاريخ، دراسة الماضي البشري وسرد للقصص التي صنعها البشر. التاريخ، مسطرة السياقات الزمنية التي تُحاول أن تقيس المسافة بين الحضارات والثقافات والتحولات. التاريخ، صندوق من الحكايات التي تُخاتل الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة: متى ولماذا وكيف حدث كل هذا؟

والكتابة عن التاريخ، رحلة حنين لكشف أسرار الدهشة التي لا تمل من طرح الأسئلة، وغوص سحيق لسبر أغوار الماضي بكل ما فيه من تفاصيل وذهول. سأحاول فيما تبقى من هذا المقال المحدود أن أقارب مسألة مهمة لها علاقة عضوية بالتاريخ، بل وقد تكون مدخلاً ضرورياً لمعرفة وفهم التاريخ، وهي: كيف نقرأ التاريخ؟

إن التراث الإنساني الذي يشمل الهويات واللغات والحكايات وغيرها، يتأرجح عادة بين مصطلحين شائكين: المعلومة التاريخية والحقيقة التاريخية، وكل ما تكتنزه صفحات التاريخ هي نتاج معركة دامية بين هذين المصطلحين.

كيف نقرأ التاريخ؟ سؤال قد يبدو بسيطاً ومباشراً، ولكنه في حقيقة الأمر أكثر إثارة وتعقيداً، خاصة حينما نُدرك بأن المقصود من القراءة هنا هو اختبار المنظور الزمني بهدف كشف عمق التجربة الإنسانية كل تلك القرون الطويلة. وبشيء من التبسيط والاختصار، قراءة التاريخ تعني ”فهم“ أحداثه ووقائعه وظواهره، وتوظيف ”الوعي“ بشكل علمي وموضوعي وعقلاني لكشف كل تلك ”الحكايات الباهتة“ التي تتعدد مصادرها وتتباين مدلولاتها، بل وقد تتعارض في أهدافها.

قراءة التاريخ، القريب والبعيد، تحتاج لبعض الأدوات والآليات والاستعدادات، لتُساعدنا على تخطي الكثير من الضغوطات والتأثيرات والأدلجات والتوجيهات والتحفظات والتابوهات، لكي نقرأ التاريخ بتجرد بحثاً عن الحقيقة، مهما كانت تلك الحقيقة.

قراءة/ فهم التاريخ، عملية مضنية وشاقة، تتطلب المزيد من الوعي والجرأة، كل ذلك من أجل أن يُسهم التاريخ في صناعة الحاضر ورسم المستقبل.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني