القرقيعان والتغيير

تُعد مناسبة القرقيعان من العادات والتراث الشعبي الموروث منذ زمن بعيد، وبحلول جائحة كورونا هذه السنه جعلت من التغيير أمراً لابد منه فقد عشنا المناسبه بقلوب مؤلمه وأبواب موصده وطرقات فارغه، وسبحان الله رب ضارةٍ نافعة كمايقولون، وانا من خلال هذا المقال اطرح لكم إخوتي وأخواتي أبناء مجتمعي القطيفي المبارك ولوجه الله تعالى وأرجوا أن تجد أطروحاتي صداها في أرض الواقع في الأعوام القادمة بمشيئة الله وملخصها أقترح أن ننفض عن المناسبه كل الزوائد التي لحقتها على مدى السنوات الماضية لنرى جمالها الحقيقي ونعيش روحانيتها المباركة دون أن نتسبب للآخرين بالأذى أو أن نقع في أي تجاوزات شرعية أو مخالفات صحية قد تسبب لنا إنتقال البكتيريا والفيروسات والإصابة بالأمراض لاقدر الله.

▪️فأقول لرب الأسرة وربة الأسرة:

احرصا على الإهتمام بالأبناء وأفتحوا لهم المجال يقرقشوا بالجوار فقط في بيوت الأهل والجيران لمدة لاتزيد عن ساعه واحده فقط عصراً قبل ليلة المناسبه وأن تقتصروا في توزيع البركة عليهم بالفول السوداني «السكسبال» الطازج والمحمص لنحافظ على صحتهم وتراث المناسبة من جهة أخرى، وأن يخرج لها فقط الصبيان والبنات اللاتي لم يبلغن مبالغ النساء، أما من بلغن التكليف الشرعي والسيدات المربيات الفاضلات فأقول لهن: مكانكن أجل وأسمى من أن تزاحمن الرجال والصبيان، بل أتمنى من كل سيدة فاضلة في ليلة الناصفه أن تقسم وقتها ثلاثاً، الأول زيارة الأهل لتقديم التهنئه والثاني الحضور مع بناتها مجالس أهل البيت النسائية لتقديم التهنئة لهم والفوز بالأجر والثواب والحصول على الجوائز والكوبونات، والثالث إحياء الليل بالعبادة فهي ليله عبادة شريفة كما تعلمن أيتهن الكريمات الفاضلات، والكلام نفسه للأخوة الرجال قال تعالى:

«فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ».

▪️وأقول للأخوة الشباب المتطوع لنصب البوابات وطاولات الضيافة بالطرقات: جهودكم مشكوره طيلة السنوات الماضية، وأرجوا أن ترفعوها وتنسقوا جهودكم لدعم المجالس والمراكز الثقافية لإستقطاب وإستيعاب الناس في ليلة مولد إمامهم وكما ورد عن الإمام الرضا : «من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».

وهذا لا يتأتى وأنتم منشغلون مع الناس بتزيّن المداخل وتقديم الطعام، وبمعنى أشمل علينا أن نهتم في هذه الليلة المباركة بالفرد كروح ونسعى لتجنيبه الأضرار والضغوط والأمراض، وتعلمون حفظكم الله أن عدد من أبناء مجتمعكم يعملون بأعمالهم ومصدر رزقهم بنظام الورديات بالمصانع والمستشفيات والحراسات الأمنية السكورتية لذا يخرجون بالمساء ويواجهون شديد الإزدحام في طريقهم لمقار أعمالهم، ناهيك لو حصل طارئ لأحدٍ في بيته لا قدر الله أو أراد نقل حالة ولادة أو مصاب أو فاقد للوعي لكنتم أنتم المسؤلون أمام الله عز وجل عن أي ضرر أو هلاك يحل به، أو تأخير وصول المساعدة له كعربات الإسعاف أو مركبات الإطفاء وأخيراً تأخير الخطباء خدمة مجالس أهل البيت في الوصول إليها أمر واضح يحرجنا مع أئمتنا - صلوات الله وسلامه عليهم - ليالي مناسباتهم،

▪️وأقول للأخوة خدمة المجالس والحسينيات والمراكز الثقافية الرجالية منها والنسائية:

إعملوا بارك الله فيكم على تعميم الإحتفلات ليلة الناصفه وإقامة المدائح والإنشاد والمسابقات حول حياة الإمام صاحب الذكرى ورصد الجوائز القيمه المدعومه لجلب فئات المجتمع ليستقوا من نمير آل محمد وإستقطاب المتبرعين من أهل الخبرة كأخصائيو التغدية من أبنائكم لتقديم النصح والإشراف على إنتقاء وتجهيز وجبات البركة في هذه المناسبات وفق معايير صحيه وشرعيه سليمه لتوزيعها على الحضور أخر الفقرات. والمؤمنون لن يقصورا بالدعم إن شاء الله.

▪ وأخيراً أقول لأبنائنا الكرام هواة ركوب الدراجات النارية والسيارات الشبابية:

أنتم تريدون أن تظهروا فرحتكم ومشاركتم مجتمعكم مناسبة مولد إمامكم فتفضلوا في المجالس باركوا لنبيكم كما تفضلتم وعزيتموه في مصاب عاشوراء الحسين بحضور المجالس وليس بقيادة الدراجه أو المركبه الجميله وفقكم الله لكل خير، روي عن الإمام الصادق أنَّه قال: «رحم الله شيعتنا خُلِقوا من فاضل طينتنا وعُجنوا بماء ولايتنا، يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا»

أشكر حسن إهتمام الجميع واختم بقول العلي العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

«ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ».