في رحاب القرآن الكريم

عندما كنا صغارا تعلمنا القرآن الكريم عند أحد المعلمين الأفاضل في قريتنا الوادعة بالطبيعة وبساتينها الخلابة ونخيلها الباسقة والحياة الاجتماعية البسيطة، وكان معلم القرآن الكريم في قريتنا الشيخ محمد آل باقر في مجلسه المتواضع وهو خطيبا ومرشدا وناصحا في القرية، حيث يحضر الصغار لتعليم آيات الذكر الحكيم بالطريقة القديمة التي ما زال أثرها موجودا في ذاكرتنا على يديه المباركتين، وقد كان حريصا على التعليم والقراءة الصحيحة بكل إخلاص ووفاء ويعتبرنا أبناءه الصغار ويهتم بنا ويسأل عنا إذا أحد غاب عن الدرس، كما أنه يعاقبنا لتقصيرنا ولأجل مصلحتنا. غفر الله له ورحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته، فقد كان معلما فاضلا وأبا صبورا ومخلصا في العطاء، وقد تعلم على يديه الكثير من أفراد القرية القرآن الكريم تلاوة وحفظا، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

لماذا يحث الإسلام بالتمسك بكتاب الله، وتعلمه وحفظه، وتلاوته والاستفادة منه؟.

ولماذا آباؤنا يحرصون على تعليمنا القرآن الكريم منذ الصغر؟.

وما هو أثر تعليم القرآن الكريم في حياة الطفل؟.

إن القرآن الكريم أساس الدين وباب الإسلام وهو كتاب الله الذي أودع فيه شريعته وحقائق دينه، أنزله للناس هادياً وسراجاً منيراً ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأمره بالتمسك به لأنه كلمة الله التامة وإرادته الكاملة للبشرية في كل زمان ومكان «وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» الأنعام «155». فمن أراد الوصول إلى الله عليه أن يسلك سبيل القرآن ويهتدي بهداه، ومن اهتدى إنما يهتدي به ومن ضل فهو الذي يزيغ عنه. فمن أُعطي القرآن فقد أُعطي الخير المطلق والكمال الذي لا حد له وأفضل ما في الوجود، لأنه لا غنى ولا كمال فوقه على الإطلاق، ففيه علم الأولين والآخرين.

القرآن الكريم فيه خزائن العلم الإلهي التي من استفاض منها كان من عرفاء أهل الجنة، فقد ورد عن الرسول الكريم : «حملة القرآن عرفاء أهل الجنة». لذا من يتعلم القرآن الكريم ويستمر في قراءة آياته يقذف الله في قلبه أنوارا مشعة تنير حياته وتستقيم أموره ويكون له حافظا من المحدثة والأفكار الهدامة وبالخصوص أثناء مشاهدته في القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتيه، فهناك شركات خاصة تساهم في هدم الفكر الإسلامي وانحلال شبابه بدواعي الحرية والشعارات الزائفة، فالقرآن الكريم يحفظ الصغار إذا انشغل بتلاوة آياته، وامتلأ قلبه وعقله بأنواره. فأهمية تعليم الصغار القرآن الكريم يعطيهم حصانة في حياتهم وتنير قلوبهم وتنشغل عقولهم وتتردد في ألسنتهم، وتثبت الآيات القرآنية في القلب إذا تم حفظها من الصغر فلا ينساها الطفل إذا استمر على تلاوتها. وكان آباؤنا وأمهاتنا عندهم هذا الاهتمام الكبير في تعليمنا ونحن صغار لما وجدوا من آثار كبيرة في تهذيب السلوك الإنساني والهداية من الضلالة.

نحن في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة وربيع القرآن الكريم فلا بد أن نساهم في تعليم صغارنا بعض السور القرآنية ونعلمهم طريقة القراءة الصحيحة، ونستفيد من هذه الأيام المباركة في توجيههم وتعليمهم، فالحمد لله أغلب الأهالي متعلمين، فيمكنهم أن يتدارسوا مع صغارهم قراءة الكريم بالجلسة العائلية القرآنية ولو خمسة عشر دقيقة أو نصف ساعة فإنها لها الأثر الكبير في تهذيب السلوك والهداية القلبية. ويمكن عمل تحديات ومسابقات وحوافز في حفظ بعض السور القرآنية واكتساب الأجر والثواب.

علموا صغاركم أهمية المصحف الشريف وقدسية آياته والطريقة الشرعية للتعامل مع آيات الذكر الحكيم، والآداب الظاهرية لتلاوة القرآن من الطهارة وتنظيف الفم والتهيؤ والبدء بالاستعاذة والقراءة في المصحف الشريف والترتيل بصوت حسن ومكان القراءة والخشوع.

إضاءة: «تعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور».

سؤال التحدي الأسبوعي: مجموع السور القرآنية 114 سورة، استنتج حسابيًا عدد السور المكية والسور المدنية من المجموع كما في المصحف الشريف؟

أ» المكية 82 المدنية 32

ب» المكية 84 المدنية 30

ج» المكية 86 المدنية 28

جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: 50