الخطوط الحمراء

هذا الزمن المتسارع بأحداثه ومعلوماته وأعماله وتقنياته فكأنما الحياة تبدو سريعة ويحتاج الإنسان المعاصر أن يتسارع مع كل الأحداث حتى يواكب الحضارة ويكون في ركب الجيل الرقمي الجديد، ومع تحقيق الأهداف والرؤية الجديدة يترتب على المجتمعات بتغيير بعض عادات وسلوكيات أفراد المجتمع كانوا محافظين عليها لأسبابهم المشروعة مثل عدم اختلاط الجنسين في العمل والمطاعم المغلقة الخاصة للعوائل فأصبحت الآن عامة، وكذلك قيادة المرأة وافتتاح آفاق العمل لها بما يحفظ كرامتها وذلك بوضع قوانين اجتماعية تحفظ حقوق الجميع.

إن المجتمعات تتبدل بعض عاداتها مع تغير الأزمان ويأتي جيل يتبنى تلك الأفكار الجديدة ويرسخها في المجتمع حتى تكون عادة جديدة وأمر حدوثها طبيعي ولا يشكل أي نوع من الرفض الاجتماعي، فكما نحن الآن ذهب أبناءنا للدراسة في مختلف الجامعات العالمية وعاشوا فترة تحصيلهم الدراسي مع مجتمعات مفتوحة تختلف عاداتهم عن العادات العربية، والكثير منهم استحسنوا هذه المعيشة وقد نقلوا بعض السلوكيات إلى مجتمعنا العربي، وإذا كانت السلوكيات إيجابية للمجتمع ويطور أفراده فهو حدث طيب ولا خلاف عليه وندعو إليه، وأما إذا كانت سلبية مثل تذويب الهوية الاجتماعية العربية المسلمة فالجميع يستنكر هذه السلوكيات الغريبة على مجتمعنا.

الكثير من أفراد المجتمع لاحظ افتتاح المقاهي والمحلات التجارية على الطراز الأوروبي الغربي والأسيوي الشرقي والمطاعم المتنوعة ذات المأكولات الأجنبية فلا ضير في ذلك إذا كانت تحكي هويتنا الإسلامية والعربية والانفتاح على الغير، فالتطور المستمر للإنسان حق مشروع حتى يواكب الحياة العصرية ويستطيع التعامل مع تنوع أحداثها، وقد أثر ذلك أيضا في تغيير بعض سلوكيات أطفالنا لما يشاهدوه في قنوات اليوتيوب وزيادة المشاغبات والتنمر والالتصاق بالأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية المفرطة مما أثر على تحصيل دراستهم وزرع بعض الأفكار السلبية في أذهانهم كما تلاحظوا ذلك في سلوكياتهم أثناء التعامل بين أفراد العائلة.

لا بأس بأن يستفيد الإنسان من وسائل التكنولوجيا الجديدة بما تخدمه وتقضي حوائجه، وهذه هي الحياة العصرية قد فُرضت علينا وعلى الجيل الرقمي الجديد نمطاً من الحياة السريعة والمتداخلة مع بعضها البعض بسرعات هائلة ولا بد من مواكبتها مجبورين على العمل بها وبالوسائل المشروعة التي تخدمنا وتسهل لنا ما نحتاجه في أمورنا الحياتية، وإن تخلفت عنها ستكون في ركب المتأخرين عن الحياة الطبيعية.

وما أود أن أبينه في هذه العجالة بأن نحافظ على هويتنا الإسلامية العربية بطراز حديث جديد، وكذلك تقنين تعاملنا وطبيعة علاقتنا مع الجنس الآخر فلا بد أن تكون هناك خطوطاً حمراء لا يتجاوز كل منهما هذه الخصوصية، وعدم ذوبان العلاقة بين الجنسين بحجة العمل المشترك والدراسة، فإن العفة الطاهرة والحشمة بين أفراد المجتمع تحافظ عليه من الانزلاق نحو الهاوية، فالأبواب المفتوحة على مصراعيها تأتيها الرياح وتقلبها رأساً على عقب، إن ذوبان العلاقات الغير مشروعة تؤدي إلى انحلال المجتمع وتضعف تماسكه ويكون الوضع في الأحوال كلها عادية. فلنحافظ على أولادنا وبناتنا وأطفالنا وزوجاتنا وخلق العفة وطهارة التعامل بيننا، فنحن المسؤولون جميعا عن عادات مجتمعنا وتماسكه. وفقكم الله لكل خير

سؤال التحدي الأسبوعي: إذا كان لـ عددًا صحيحًا موجباً، فأي مما يأتي يمكن أن يكون ناتجًا للمعادلة 8ل + 6.

أ» 42 ب» 40 ج» 30 د» 24

جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: ساعة ونصف.