يؤسفني الحال!

قيل في الأثر «هلك من لم يكن له حكيمٌ يُرشده»، يحتاج أي إنسان في هذه الحياة إلى حكيم يرشده في جوانب الحياة المتعددة والمتفرعة ويأخذ بيده إلى طريق الصواب والهداية نحو الرأي الحكيم في أي مشكلة تواجهه وأي عقبة يمر بها في حياته، وينبغي أن يكون الحكيم هو القدوة الحسنة له من خلال الأفعال والسلوك وليس فقط النظريات والكلام المثالي الغير قابل للتطبيق العملي.

سأذكر لكم هذه القصة الواقعية التي آلمتني عندما استمعت إلى مشكلة أحد الشباب وهو في عمر الزهور يتحدث عن همومه وأحزانه ويتكلم بكلمات حزينة مؤلمة ومؤثرة على القلب وهو مقبل على الحياة وكنت أنظر إلى عينيه أثناء الحديث لأشعر بأهمية حديثه وقد رأيتها ممتلئة من الدموع وأحيانا تسقط على خديه ويمسحها بيديه عاجلا حتى لا أراها، فدمعة الرجل مؤثرة فلا يبكي إلا في وقت الشدة والهم الكبير والحزن العميق مصحوبة بمشاعر جياشة ونبرات صوته مبحوحة وبحركات سلوكية غير إرادية يشرح ما في قلبه.

استمعت إلى تفاصيل مشكلته وتعاطفت معه وقبل أن أقدم له الحل وطريقة الخروج منها. سألته عن أسبابها؟ وطريقة حلها وتجاوزها بدون ضرر ولا ضرار؟ فاسترسل بالحديث عن الأسباب وطريقة الخروج من هذه الأزمة. ومن ضمن الأسباب طريقة تعامل والديه معه في جوانب متعددة من الحياة، ونزع الثقة منه في أقل الأعمال المنجزة والمراقبة الشديدة وعدم إشعاره بتحمل المسؤولية، والمعاملة الطفولية. وقد نشأ الشاب في بيئة الاعتماد على الغير وإلغاء الشخصية الذاتية حتى فقد الثقة بنفسه وتعقدت بعض الأمور لعدم تحمله المسؤولية الشخصية لبعض شؤونه الخاصة.

كان هم الوالدين فقط توفير لقمة العيش ومستلزمات الأبناء الحياتية مهملين التربية النفسية لدى الأبناء، فقد تعرض الشاب إلى اغتصاب وتحرش جنسي من أحد المقربين له وهو في مقتبل عمره لم يستطيع إفشاء الأمر لوالديه بسبب عدم إعطاء حرية الآراء للأبناء في محيط أسرتهم بكل أمان، وبعد فترة زمنية أخبر والدته بالموضوع ليخفف عن نفسه الضغط والتوتر والخوف، وقد تأثرت أمه بما جرى لابنها، ولم تستطع إخفاء الأمر وأخبرت أبيه بما حصل لابنها، وبعد علم والده صرخ على ابنه الشاب وأخذ يعاتبه بكلمات جارحة، وتم التحفظ على الموضوع خوفاً من الفضيحة. ابنهم الشاب انعزل عن أسرته ومجتمعه وشعر بالخوف من الاجتماعات العائلية وبالخصوص بحضور المغتصب وكأنه لم يعمل ذنباً في حق قريبه.

يؤسفني حال الكثير من الأولاد والبنات عندما يواجهون مشكلة في حياتهم ولا يوجد مرشد أسري أو حكيم اجتماعي يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان، والعتب على الوالدين إذا صنعا حاجزاً متيناً يمنع حرية الرأي والمشورة لدى الأبناء. الوالدان هما قطبا الأمان لأفراد الأسرة فلا تبتعدوا عنهم نفسياً وحضورياً، وحاكوهم كما تحاكوا أنفسكم لأنهم منكم ويحملون اسمكم، وأي ضرر عليهم يرجع عليكم أيها الوالدين.

كل إنسان في هذه الحياة معرض لتقلبات وصعوبات ومشاكل تواجهه في طريقه أثناء المسير لتحقيق النجاح، وهناك المزعجين من الأقارب والأصدقاء يمنعونه بطريقة غير مباشرة من الكلام الجارح والفعل الغير لائق، وإحباطه بالإنجازات التي يتفوق فيها، وكل واحد منا له عالمان: عالم خاص وعالم عام ولكل عالم أحداث متنوعة فينبغي منا أن نكيف أنفسنا ونوازن في علاقاتنا مع أقربائنا ومجتمعنا. فالآباء والمعلمون والعلماء هم المرشدون الحكماء لأبنائهم وطلابهم وأفراد مجتمعهم، فاجعل لك مرشداً في حياتك لكي لا تهلك وتتيه في هذه الحياة وتخسر ما فيها من النعم.

سؤال التحدي الأسبوعي: إذا أردنا زراعة عدد من الأشجار في طريق طوله 20م بحيث بين كل شجرتين نصف متر. فاحسب عدد الأشجار؟

أ‌» 20 ب» 39

ج» 40 د» 41

جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: عدد الصناديق = 1 + 4× 1 + 3 × 4 = 17 صندوقاً.