الأسرة والعنف

يعرف بعض علماء الاجتماع الأسرة بأنها تلك المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ عن اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع.

وحتى ينمو ذلك المجتمع بشكله الصالح يجب أن يكون في داخل هذه الأسرة التلاحم والترابط الأسري والمحبة والمودة.

وعلى العكس تماما عندما تعيش الأسرة في داخلها وبين أفرادها التنافر والتباعد والذي من أهم مسببات هذا التباعد ما يعرف بالعنف الأسري وهو أكثر أنواع العنف انتشارا وشيوعا.

وقبل البدء في صلب الموضوع والإحصاءات حول العنف نحاول التعريف له ولو بشكل موجز إذ عرف بعض المختصين العنف بأنه سلوك مكتسب يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية.

والسؤال المهم الذي افتح الموضوع به، لماذا يلجأ بعض أفراد الأسرة إلى العنف؟.

لعل الإجابة تكون بمسببات كثيرة ولا سيما في هذا العصر المليء بالضغوطات النفسية وتزايد الأمراض النفسية والاجتماعية وهناك سبب رئيسي في العنف الأسري إلا وهو اضطراب العلاقة بين الزوجين مما يجعل الرجل في الغالب «99% كما تقول بعض الدراسات» يلجأ إلى القيام بمثل هذا «إي العنف» كالصّراخ والضرب سواء للزوجة أو حتى الأطفال أحيانا، الذي ربما يشكل له انتقاما أو قهرا للزوجة عن طريقهم وإظهارا لسطوته من خلالهم.

ومن توافر هذه المسببات تتوافر وتتزايد أعداد قضايا العنف الأسري ففي إحدى الصحف المحلية تذكر بأن هناك في المنطقة الشرقية وحدها تم تسجيل 294 قضية في 10 أشهر.

وإذا كان هناك عنف أسري فالنتيجة ستكون في المقابل هناك ردة فعل وهي مسألة العقوق وهذا ما حدث فعلا في المملكة فكما سجّلت أرقام في العنف سجلت أرقام في العقوق، فهذه صحيفة محلية أخرى سجلت أن هناك 1074 قضية عقوق في مناطق المملكة خلال عام.

وهنا نطرح سؤالا آخر، ما هي النتائج من وراء هذا العنف؟

بالطبع النتائج سيئة فقد تنتشر حالات من العقد النفسية من وراء هذا العنف للمعنَّف، وثانيا الأفراد الذين يكونون ضحية للعنف في صغرهم سيمارسونه على غيرهم في المستقبل، وعلى المستوى الأسري ربما تتفكك الروابط الأسرية وبسببه يتلاشى الإحساس بالأمان في تلك الأسرة وبالتالي تأول هذه الأسرة وكيانها إلى الشتات بسبب فقد الأمان فيحدث ما يحدث من هرب من البيت والفرار والنزوع إلى العدوانية ضد الغير.

إذا لا بد من حل لهذا العنف والتصدي له ومحاولة علاجه وربما يكمن ذلك في وعظ مرتكب هذا العنف وإرشاده دينيا واجتماعيا للكف عنه حتى تعيش الأسرة وقد أحاطها الأمن والأمان بعيدا عن العنف وشروره.