«باءٌ.. سقطت من البسملة»

شبكة أم الحمام

القصيدة الفائزة بالمركز الثاني   للشاعر علي ناجي الكعيبي في مسابقة "مستقر الشمس" التي أقامها ملتقى نقش الأدبي بتاروت .

"باءٌ .. سقطت من البسملة" 

أحتاجُ .. 
قلبًا نبيًا .. 
بعضَ أخيِلَةِ 
وكُنهَ ربٍّ .. 
يُجيبُ الآن أسئلتي 

لأنطِقَ الآنَ في معناكَ .. 
سلْ ملكًا يُنَزّلُ الوحيَ .. 
كيْ تُتْلى على شَفَتي 

هبْنِي .. 
هواءً بتوليًا بزَفْرَتِه تحيَا القَصيدةُ .. 
إذْ غصّت بها رئَتي 

واسْكُب من العرشِ ماءً ما يُعَبّئني .. 
لِيشربَ الشعرُ ما ضمتهُ أوعيتي 

عن أيّ سرٍّ إلهيٍّ أحدّثُهُم ؟ 
عَنْ أيّ غيبٍ تُرى ؟ 
عنْ أيّ فلسفَةِ ؟! 

هلْ مِنْ طَلاسِمَ .. 
في صَمْتِي أُتمْتِمُها ..؟ 
فينْبِضُ البوحُ في أضْلاعِ محبَرَتِي 

هجَرْتُ ذنب اقترافِ الشّعرِ فيكَ .. 
ولا أقوى النوى .. 
حينما أشتاقُ معصِيَتي 

في مسجدِ الرّوحِ .. 
أتلو حيرَتي .. 
وبهَا يضجُّ في كلِّ حينٍ صوتُ مئذنتي 

تَهُزُّ غصن هدوئي .. 
كلما بَعُدت كفي عن القلم المضنى بأحجيتي 

يسّاقطُ الوحي من نخلي .. 
فينبئني .. اُكتبْ .. 
كتبتُ .. وهذا الشعرُ معجزتي 


أفتشُ الدربَ .. 
حلمًا ما لعل بهِ نورًا يُعرّي ضبابَ الغيبِ عن جهتي 

أرقى على كتفِ المعنى .. 
أظنُ هنا .. ألقى لبعضكَ .. 
ما يكفي لأغنيتي  

ويصلبُ القلبَ جِذْغُ التّيهِ .. 
أمنيةً .. 
أن يعزفَ الآنَ لحنًا ما لمَيْثَمَتي 

أمرّ بين أحاسيسي .. 
لعلّ هنا .. طفلأ يتيمًا .. 
فتدنو من مُخَيّلتي 

كوجهةٍ لا أراها .. 
لسْتُ أعرفها .. 
لمّا يَصِلْ دربها احساسُ بوصَلَتي 

للّامكانٍ .. 
بِطَيِّ الجفنِ تأخذني سفائنُ الحبِّ .. 
والأشعار أمتعتي 

من فرطِ ما فاضَ بوحي فيكَ وانسكبت حروف شعري .. 
وشعَّ الكونِ من لغتي .. 

ظننتُ أنّي بلغتُ المنتهى .. 
وأنا لم أبرحِ البحثَ عن باءٍ لبسملتي