محافظة #القطيف والدور المأمول

هناك أطراف عديدة، تحاول أن توصم القطيف بكل مدنها وقراها، بوصفها تعاني من أزمة أمنية خانقة، وتتجلى هذه الأزمة الخانقة في ممارسة العنف والإرهاب ضد رجال الأمن والشرطة.. وبعيداً عن نزعات التهوين أو التهويل نستطيع القول: إن بعض مناطق هذه المحافظة تشهد بين فترة وأخرى بعض الأعمال الإرهابية، لأنها تستهدف قوى الأمن والشرطة، وهي من القضايا التي بحاجة إلى معالجة كاملة، بحيث لا تتورط هذه المحافظة بأي شكل من الأشكال في ممارسة الإرهاب ضد قوى الأمن والشرطة.. لأن تاريخ هذه المحافظة خلال أطوار عديدة من تاريخها ومسيرتها، كانت تخلو من عمليات العنف والإرهاب.. ونعتبر في هذا السياق أن بروز ظاهرة الإرهاب في هذه المحافظة يقلق الجميع، ويجعلهم أمام مسؤولية العمل على إنهاء هذه الآفة الخطيرة على أمن واستقرار هذه المحافظة العزيزة علينا جميعاً.. ونود في هذا السياق أن نوضح مجموعة من الأفكار التي تساهم في تجلية الرأي والموقف من الأحداث التي تشهدها بعض بلدات هذه المحافظة..

لا نجامل أحداً حين القول: إن العنف والإرهاب لا يؤديان إلى نتيجة إيجابية للمنطقة كلها.. فهما يخلقان الأزمة، ويجعلان كل قوى المجتمع في حيرة من أمرها في طريقة التعامل مع هذه الآفة الخطيرة التي بدأت بالبروز في هذه المحافظة.

ونحن في هذا الصدد نعلن عن موقفنا الصريح والواضح ضد كل أشكال العنف والإرهاب التي تشهدها بعض قرى وبلدات المحافظة، ونعتبر دينياً وأخلاقياً ووطنياً، أن التعدي على رجال الأمن، لا يصح بأي شكل من الأشكال، وأنه على نخب هذه المحافظة أن يعبروا عن مواقف صريحة وواضحة ضد الممارسات الإرهابية التي تشهدها المحافظة.

ومن المؤكد أن هذه الممارسات التي تستهدف سفك دماء رجال الأمن والشرطة وبعض أبناء المحافظة، تزيد من أزمات المحافظة، وتعطي انطباعاً سيئاً ضد كل أهالي هذه المحافظة.

لذلك نعلن عن رفضنا الصريح والواضح ضد ممارسة العنف والإرهاب، ونتطلع إلى ذلك اليوم الذي تنتهي فيه هذه الآفة الخطيرة على أمننا واستقرارنا.

ونعتبر على هذا الصعيد أن كل من يغذي ظاهرة الإرهاب والعنف في هذه المحافظة، يسيء إليها، ولا يقوم بأي دور إيجابي تجاه حاضر المحافظة ومستقبلها.

لذلك كله نقف ضد الإرهاب والعنف بكل مستوياتهما، ونعتبر أن الانخراط في هذه المسألة، يزيد من كل المحن، ولا يمكن معالجة أي مشكلة من خلال وسيلة العنف والإرهاب.. ونعتبر أن إراقة دم رجال الأمن والشرطة وكذلك بعض الأهالي الأبرياء، لا يوصل إلى نتيجة، ومن يفكر في أن وسيلة القتل والإرهاب توصل إلى نتيجة إيجابية فهو يرتكب بحق نفسه ومجتمعه جريمة كبرى تفضي إلى نتائج عكسية على كل الصعد والمستويات.

إن محافظة القطيف كغيرها من محافظات الوطن فيها الكثير من المناشط والمهرجانات الثقافية والترفيهية والاجتماعية، ونرتكب خطأً بحق هذه المحافظة حينما نعتبرها مصدراً للإرهاب دون الالتفات إلى المناشط الكثيرة الأخرى التي تعيشها هذه المحافظة على مدار العام.

وبمقدار إدانتنا للإرهاب، بذات المقدار نفرح ونتعاطى بإيجابية تامة، مع كل المناشط الأخرى التي تشهدها المحافظة.

ونعتبر على هذا الصعيد أن هذه المناشط والمهرجانات والمنتديات، تعطي انطباعاً رائعاً عن مستوى النشاط الفني والثقافي والترفيهي التي تعيشه هذه المحافظة.

ووجود نقطة سوداء في مسيرة هذه المحافظة، لا يبرر لأي أحد التعامل بسوداوية مع مجتمع هذه المحافظة.. فالمطلوب هو القضاء على الإرهاب، دون أن توصف هذه المحافظة عكس ما هي عليه على أكثر من مستوى وصعيد.

إن القضايا الثقافية التي تنشغل بها محافظة القطيف، هي قضايا ثقافية تتجه إلى إبراز مضمونها الوطني، وتتفاعل مع كل المسائل الوطنية، وهي ليست مقطوعة ثقافياً عن القضايا الثقافية الوطنية.

وهي تتفاعل ثقافياً مع كل القضايا الوطنية، وتعتبر نفسها ومجتمعها جزءاً أصيلاً من الوطن، ووجود وبروز مسألة الإرهاب، لا يغطي نسقها الثقافي والوطني. كما أنها تعمل باجتهاد تام على إبراز مناشطها الثقافية والإعلامية والوطنية، وتعتز بهذه المسألة الوطنية، ولا تعتبر أنها أقل من غيرها في الحضور الوطني.

ومن المؤكد أن استمرار هذه المحافظة عبر نخبها الثقافية والأدبية في تأدية هذا الدور، يعكس بشكل لا لبس فيه أن مسألة الإرهاب التي تعيشها بعض بلداتها طارئة عليها، ونرجو أن توفق هذه المحافظة في معالجة كل الأسباب والموجبات التي ساهمت في إيجادها، حتى تتمكن من مواصلة مشوارها الوطني بعيداً عن كل ما يعكر صفو علاقة هذه المحافظة بقيادة وطنها..

كاتب وباحث سعودي «سيهات».